للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي بن الحسن بن جحاف، قال أبو عبد الله أحمد بن عطاء: كان أبو العباس ابن عطاء يلبس المرتفع من البز كالديبقي، ويسبح بسبح (١) اللؤلؤ، ويؤثر ما طال من الثياب.

قال المصنف : قلت: وهذا في الشهرة كالمرقعات، وإنما ينبغي أن تكون ثياب أهل الخير وسطا، فانظر الى الشيطان كيف يتلاعب بهولاء بين طرف نقيض.

فصل

قال المصنف : وقد كان في الصوفية من إذا لبس ثوبا خرق بعضه، وربما أفسد الثوب الرفيع القدر.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، نا الحسن بن غالب المقري، قال: سمعت عيسى بن علي الوزير يقول: كان ابن مجاهد يوما عند أبي، فقيل له: الشبلي، فقال: يدخل، فقال ابن مجاهد: سأسكته الساعة بين يديك، وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا، فلما جلس، قال له ابن مجاهد: يا أبا بكر أين في العلم فساد ما ينتفع به، فقال له الشبلي: اين في العلم «فطفق مسحا بالسوق والاعناق» (ص: (٣٣) قال: فسكت ابن مجاهد فقال له يا أبي: أردت أن تسكته فأسكتك، ثم قال له: قد أجمع الناس إنك مقرئ الوقت فأين في القرآن إن الحبيب لا يعذب حبيبه. قال: فسكت ابن مجاهد. فقال له أبي: قل يا أبا بكر فقال قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وأحباؤه. قل فلم يعذبكم بذنوبكم﴾ (المائدة: ١٨) فقال ابن مجاهد: كأنني ما سمعتها قط.

قال المصنف : قلت: هذه الحكاية أنا مرتاب بصحتها، لان الحسن ابن غالب كان لا يوثق به.

أخبرنا القزاز، نا أبو بكر الخطيب، قال: ادعى الحسن ابن غالب أشياء تبين لنا فيها كذبه واختلاقه. فإن كانت صحيحة فقد أبانت عن قلة فهم


(١) مفردها «سبحة» وهي خرزات منظومة في سلك للتسلية، وقد يستعملها بعض المسلمين للتسبيح تقليدا لغيرهم، فيبتدعون ويخالفون سنة الرسول من التسبيح بأصابع اليد اليمني.

<<  <   >  >>