للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط أنه حدثه أن عروة بن الزبير حدثه، أن عائشة زوج النبي حدثته أن رسول الله خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع، فقال: «مالك يا عائشة أغرت؟ (١) فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك، فقال: أو قد جاءك شيطانك، قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي ﷿ أعانني عليه حتى أسلم» انفرد به مسلم وجيء بلفظ آخر «أعانني عليه فأسلم». قال النطابي: عامة الرواة يقولون فأسلم على مذهب الفعل الماضى الاسفيان ابن عيينة فإنه يقول: فأسلم من شره، وكان يقول الشيطان لا يسلم. قال الشيخ: وقول ابن عيينة حسن، وهو يظهر أثر المجاهدة لمخالفة الشيطان، إلا أن حديث ابن مسعود كأنه يرد قول ابن عيينة، وهو ما أخبرنا به ابن الحصين، نا ابن المذهب، نا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي، ثنا يحيى، عن سفيان، ثني منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن ابن مسعود يرفعه «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن و قرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، ولكن الله ﷿ أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق» وفي رواية «فلا يأمرني إلا بخير». قال الشيخ: انفرد به مسلم. واسم أبي الجعد رافع، وظاهره اسلام الشياطين ويحتمل القول الآخر.

بيان أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم

أخبرنا هبة الله بن محمد، نا الحسن بن علي، نا أحمد بن جعفر، نا عبد الله بن أحمد، ثني أبى، ثني عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية بنت حيي زوج النبي، قالت: «كان رسول الله معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني (٢) - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد -، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا رسول الله أسرعا، فقال النبي : على رسلكما أنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله!! قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا» «الحديث في الصحيحين». قال


(١) وهي الحمية والانفة وكراهة شركة الغير في الحق.
(٢) ليقلبني بفتح الياء أي ليردني إلى منزلي.

<<  <   >  >>