للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاباحة من المجوس الذين نبغوا (١) في أيام قباذ وأباحوا النساء المحرمات، وأحلوا كل محظور، فسموا هؤلاء بهذا الاسم لمشابهتهم إياهم في نهاية هذا المذهب، وإن خالفوهم في مقدماته.

الاسم الثامن: التعليمية - لقبوا بذلك لأن مبدأ مذهبهم إبطال الرأي وإفساد تصرف العقول، ودعاء الخلق إلى التعليم من الإمام المعصوم، وأنه لا يدرك العلوم إلا بالتعليم.

[فصل في ذكر السبب الباعث لهم على الدخول في هذه البدعة]

قال المصنف: اعلم أن القوم أرادوا الانسلال من الدين فشاوروا جماعة من المجوس والمزدكية والثنوية وملحدة الفلاسفة في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء أهل الدين عليهم حتى أخرسوهم عن النطق بما يعتقدونه من إنكار الصانع، وتكذيب الرسل وجحد البعث، وزعمهم أن الأنبياء ممخرقون ومنمسون (٢)، ورأوا أمر محمد قد استطار (٣) في الأقطار، وأنهم قد عجزوا عن مقاومته، فقالوا: سبيلنا أن ننتحل عقيدة طائفة من فرقهم أزكاهم عقلا وأتحفهم رأيا وأقبلهم للمحالات والتصديق بالأكاذيب، وهم الروافض فننتحصن بالانتساب إليهم ونتودد إليهم بالحزن على ما جرى على آل محمد من الظلم والذل ليمكننا شتم القدماء الذين نقلوا إليهم الشريعة، فإذا هان أولئك عندهم لم يلتفتوا إلى ما نقلوه فأمكن استدراجهم إلى الانخداع عن الدين، فإن بقي منهم معتصم بظواهر القرآن والأخبار أوهمناه أن تلك الظواهر لها أسرار وبواطن وأن المنخدع بظواهرها أحمق، وإنما الفطنة في اعتقاد بواطنها ثم نبث إليهم عقائدنا ونزعم أنها المراد بظواهرها عندكم فإذا تكثرنا (٤) بهؤلاء سهل علينا استدراج باقي الفرق. ثم قالوا: وطريقنا أن نختار رجلاً ممن يساعد على المذهب، ويزعم أنه من أهل البيت وأنه يجب على كل الخلق كافة متابعته ويتعين عليهم طاعته لكونه خليفة رسول الله . والمعصوم من الخطأ والزلل.


(١) ظهروا.
(٢) ممخرقون أي مكذبون مموهون، ومنمسون أي ملبسون على الناس الحق بالباطل.
(٣) أي انتشر.
(٤) تكثر من الشيء: اتخذ منه كثيرا.

<<  <   >  >>