للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتيناك بشخص ظريف وبطبعك اهتدينا فتقبل منا، ثم ينشر الشاب نصفين ويربع ويجعل على أربع خشبات حوله ويضرم في كل خشبة النار حتى تحترق ويحترق الربع معها ويحثون رماده في وجهه. ويقربون للقمر رجلا آدم (١) كبير الوجه، ويقولون له: يا بريد الآلهة وخفيف الأجرام العلوية.

ذكر تلبيسه على عباد الأصنام

قال المصنف: كل محنة لبس بها إبليس على الناس فسببها الميل الى الحس والأعراض عن مقتضى العقل، ولما كان الحس يأنس بالمثل دعا إبليس لعنه الله خلقا كثيرا إلى عبادة الصور وأبطل عند هؤلاء عمل العقل بالمرة فمنهم من حسن له أنها الآلهة وحدها، ومنهم من وجد فيه قليل فطنة فعلم أنه لا يوافقه على هذا فزين له أن عبادة هذه تقرب الى الخالق. فقالوا ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ (الزمر: ٣).

بداية تلبيسه على عباد الأصنام

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ، نا أبو الحسين بن عبد الجبار، نا أبو جعفر بن أحمد بن السلم، نا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، ثنا أبو علي الحسن بن عليل العنزي، ثنا أبو الحسن علي بن الصباح بن الفرات، قال: أخبرنا هشام (٢) بن محمد بن السائب الكلبي قال أخبرني أبي، قال: أول ما عبدت الأصنام كان آدم لما مات جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند، ويقال للجبل: بود، وهو أخصب جبل في الأرض. قال هشام: فأخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: فكان بنو شيث بن آدم يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه، فقال رجل من بني قابيل: يا بني قابيل إن لبني شيث دوارا يدورون حوله ويعظمونه وليس


(١) أسمر.
(٢) وهشام متروك كما قال الدارقطني. وأبوه متهم بالكذب كما قال الحافظ في (التقريب).

<<  <   >  >>