للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا ابن الحصين، نا أبو علي بن المذهب، نا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، ثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن همام بن منبه، ثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله «ليسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير» أخرجاه في «الصحيحين». ومن مذهب القوم تغميز (١) القادم من السفر مساء.

أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد عن أبيه، قال: باب السنة في تغميزهم القادم من السفر أول ليلة لتعبه، واحتج بحديث عمر : دخلت على النبي غلام له حبشي يغمز ظهره، فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: «إن الناقة قد تقحمتني» (٢).

قال المصنف : أنظروا إخواني إلى فقه هذا المحتج، فإنه كان ينبغي أن يقول: باب السنة في تغميز من رمت به ناقته، وتكون السنة تغميز الظهر لا القدم، ومن أين له أنه كان في سفر، وانه غمز أول ليلة ثم جعل تغميز النبي كما اتفق لأجل ألم ظهره سنة، لقد كان ترك استخراج هذا الفقه الدقيق أحسن من ذكره. ومن مذهبهم عمل دعوة للقادم. قال ابن طاهر: باب اتخاذهم العتيرة (٣) للقادم، واحتج بحديث عائشة أن النبي سافر سفرا فنذرت جارية من قريش إن الله تعالى رده أن تضرب في بيت عائشة بدف، فلما رجع قال النبي : إن كنت نذرت فأضربي قال المصنف : قد بينا أن الدف مباح، ولما نذرت هذه المرأة مباحا أمرها أن تفي، فكيف يحتج بهذا على الغناء والرقص عند قدوم المسافر.

ذكر تلبس إبليس على الصوفية إذا مات لهم ميت

له في ذلك تلبيسان. الأول: أنهم يقولون لا يبكي على هالك، ومن بكى على هالك خرج عن طريق أهل المعارف. قال ابن عقيل: وهذه دعوى تزيد على الشرع فهي حديث خرافة، وتخرج عن العادات والطباع فهي انحراف عن المزاج المعتدل، فينبغي أن يطالب لها بالعلاج بالأدوية المعدلة للمزاج، فإن الله تعالى أخبر عن نبي كريم، فقال:


(١) غمزه: جسه وكبسه باليد.
(٢) تقحم الفرس براكبه: ألقاه على وجهه. ولم اقف على سند حديث عمر.
(٣) العتيرة بوزن الذبيحة شاة كانت في الجاهلية تذبح للأصنام فيصب دمها على رأسها.

<<  <   >  >>