للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: أنبأنا زاهر بن طاهر، نا أحمد بن الحسين البيهقي، ثنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري وسمعت أبا الحسن البوشنجي الصوفي غير مرة يعاتب في ترك الجمعة والجماعة والتخلف عنها فيقول: إن كانت البركة في الجماعة فان السلامة في العزلة

فصل

أخبرنا ابن الحصين، نا أبو علي بن المذهب، نا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، ثني علي بن يزيد عن القاسم عن أشى أمامة، قال: خرجنا مع رسول الله في سرية من سراياه، قال: فمر رجل بغار فيه شيء من ماء، قال: فحدث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه، وفيه شيء من ماء ويصيب ما حوله من البقل، ويتخلى عن الدنيا، ثم قال: لو أني أتيت نبي الله فذكرت ذلك له فإن أذن لي فعلت وإلا لم أفعل، فأتاه، فقال: يا نبي الله إني مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل فحدثتني نفسي بأن أقيم فيه وأتخلى من الدنيا. قال: فقال نبي الله : «اني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحة، والذي نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة» (١).

ذكر تلبس ابلس على الصوفية في التخشع وطأطأة الرأس وإقامة الناموس

قال المصنف : إذا سكن الخوف القلب أوجب خشوع الظاهر ولا يملك صاحبه دفعه، فتراه مطرقا متأدبا متذللا وقد كانوا يجتهدون في ستر ما يظهر منهم من ذلك. وكان محمد بن سيرين يضحك بالنهار ويبكي بالليل. ولسنا نأمر العالم بالانبساط بين العوام فإن ذلك يؤذيهم. فقد روي عن علي : إذا ذكرتم العلم فاكظموا عليه ولا تخلطوه


(١) وفيه علي بن يزيد الالهاني. قال الحافظ في «التقريب» ضعيف.

<<  <   >  >>