للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدجاج (١) ويحب الحلوى والعسل (٢) ولم يعظم في صدورهم،

فصل

ومن تلبيسه عليهم قدحهم في العلماء بتناول المباحات، وذلك من أقبح الجهل. وأكثر ميلهم إلى الغرباء، فهم يؤثرون الغريب على أهل بلدهم ممن قد خبروا أمره وعرفوا عقيدته، فيميلون إلى الغريب ولعله من الباطنية. وإنما ينبغي تسليم النفوس إلى من خبرت معرفته، قال الله ﷿: ﴿فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أموالهم﴾ (النساء: ٦). ومن الله سبحانه في إرسال محمد إلى الخلق بأنهم يعرفون حاله، فقال ﷿: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ انفسهم﴾ (آل عمران: ١٦٤). وقال: ﴿يعرفونه كما يعرفون أبناءهم﴾ (البقرة: ١٤٦).

فصل

وقد يخرج بالعوام تعظيم المتزهدين إلى قبول دعاويهم وإن خرقوا الشريعة وخرجوا عن حدودها. فترى المتنمس (٣) يقول للعامي: أنت فعلت بالأمس كذا، وسيجري عليك كذا فيصدقه. ويقول: هذا يتكلم على الخاطر ولا يعلم أن ادعاء الغيب كفر. ثم يرون من هؤلاء المتنمسين أمورا لا تحل، كمؤاخاة النساء والخلوة بهن، ولا ينكرون ذلك تسليما لهم أحوالهم (٤).

فصل

ومن تلبيسه على العوام اطلاقهم أنفسهم في المعاصي، فإذا وبخوا تكلموا كلام الزنادقة. فمنهم من يقول: لا اترك نقدا لنسيئة (٥). ولو


(١) الترمذي في «الشمايل» عن أبي موسى الاشعري قال: رأيت رسول الله يأكل لحم الدجاج».
(٢) متفق عليه عن عائشة.
(٣) تنمس الصائد: اتخذ غرفة يكمن فيها للصيد.
(٤) يقصد انهم يسلمون نظرا لما يرون من أحوال هؤلاء والتركيب غامض.
(٥) النسيئة: التأجيل.

<<  <   >  >>