للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعاشر - أنهم كانوا يقولون: لا إله إلا الله وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي إلا قول لا إله إلا الله قاله ابن زيد.

قال المصنف: هذه أقوال المفسرين مثل ابن عباس والقاسم والحسن وغيرهم، فأما المتكلمون فقالوا: مذهب الصابئين مختلف فيه فمنهم من يقول: أن هناك هيولي كان ولم يزل يصنع العالم من ذلك الهيولي. وقال أكثرهم: العالم ليس بمحدث وسموا الكواكب ملائكة، وسماها قوم منهم آلهة وعبدوها وبنوا لها بيوت عبادات، وهم يدعون أن بيت الله الحرام واحد منها وهو بيت زحل. وزعم بعضهم أنه لا يوصف الله ﷿ إلا بالنفي دون الإثبات، ويقال: ليس بمحدث ولا موات ولا جاهل ولا عاجز، قالوا: لئلا يقع تشبيه. ولهم تعبدات في شرائع منها أنهم زعموا أن عليهم ثلاث صلوات في كل يوم، أولها ثمان ركعات وثلاث سجدات في كل ركعة، وانقضاء وقتها عند طلوع الشمس. والثانية خمس ركعات والثالثة كذلك. وعليهم صيام شهر أوله الثمان ليال يمضين من آذار، وسبعة أيام أولها التسع يبقين من كانون الأول، وسبعة أيام أولها الثمان ليال يمضين من شباط ويختمون صيامهم بالصدقة والذبائح. وحرموا لحم الجزور في خرافات يضيع الزمان بذكرها. وزعموا أن الأرواح الخيرة تصعد إلى الكواكب الثابتة وإلى الضياء، وأن الشريرة تنزل الى أسفل الارضين وإلى الظلمة. وبعضهم يقول: هذا العالم لا يفنى وان الثواب والعقاب في التناسخ. ومثل هذه المذاهب لا يحتاج إلى تكلف في ردها اذ هي دعاوى بلا دليل. وقد حسن إبليس لأقوام من الصابئين أنهم رأوا الكمال في تحصيل مناسبة بينهم وبين الروحانيات العلوية باستعمال الطهارات وقوانين ودعوات، واشتغلوا بالتنجيم والتسخير وقالوا: لا بد من متوسط بين الله وبين خلقه في تعريف المعارف والإرشاد للمصالح، إلا أن ذلك المتوسط ينبغي أن يكون روحانيا لا جسمانيا، قالوا: فنحن نحصل لأنفسنا مناسبة قدسية بيننا وبينه فيكون ذلك وسيلة لنا إليه، وهؤلاء لا ينكرون بعث الاجساد.

ذكر تلبس إبليس على المجوس

قال يحيى بن بشر بن عمير النهاوندي: كان أول ملوك المجوس كومرث فجاءهم بدينهم ثم تتابع مدعو النبوة فيهم حتى اشتهر بها زرادشت، وكانوا يقولون أن الله تعالى عن ذلك شخص روحاني ظهر فظهرت معه الأشياء روحانية تامة، فقال: لا يتهيأ لغيري أن يبتدع مثل هذه التي ابتدعتها فتولد من

<<  <   >  >>