للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: أنا عبد الله بن مسعود، والله الذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلما، ولقد فضلتم أصحاب محمد علما. فقال عمرو بن عتبة: أستغفر الله، فقال: عليكم بالطريق فالزموه، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا.

أنبأنا أبو بكر بن أبي طاهر عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن أبي حياة، ثنا أحمد ابن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمد بن سعد، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا ابن عوف قال: كنا عند إبراهيم النخعي فجاء رجل فقال: يا أبا عمران أدع الله أن يشفيني. فرأيت أنه كرهه كراهية شديدة حتى عرفنا كراهية ذلك في وجهه. وذكر إبراهيم السنة فرغب فيها، وذكر ما أحدثه الناس فكرهه. وقال فيه:

أخبرنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي، نا أحمد بن أحمد، نا أبو نعيم سمعت محمد بن إبراهيم يقول: سمعت محمد بن ريان يقول: سمعت ذا النون - وجاءه أصحاب الحديث فسألوه عن الخطرات والوساوس. فقال: «أنا لا أتكلم في شيء من هذا فان هذا محدث، سلوني عن شيء من الصلاة أو الحديث». ورأى ذو النون علي خفا أحمر فقال: انزل هذا يا بني فإنه شهرة ما لبسه رسول الله وإنما لبس خفين أسودين ساذجين (١).

فصل

قال الشيخ أبو الفرج : قد بينا أن القوم كانوا يتحذرون من كل بدعة وإن لم يكن بها بأس لئلا يحدثوا ما لم يكن. وقد جرت محدثات لا تصادم الشريعة ولا يتعاطى عليها فلم يروا بفعلها بأسا كما روى أن الناس كانوا يصلون في رمضان وحدانا، وكان الرجل يصلي فيصلي بصلاته الجماعة فجمعهم عمر بن الخطاب على أبي بن كعب فلما خرج فرآهم


= قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير. قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه أن رسول الله حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله ما ادري لعل أكثرهم منكم. ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمه: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. هـ مع الخوارج. هـ
(١) وقد أهداهما له النجاشي كما في الشمائل للترمذي.

<<  <   >  >>