للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة (١)».

قال المصنف: أخرجاه في «الصحيحين» وكان عامر بن عبد قيس يكره أن يروه يصلي وكان لا يتنفل في المسجد وكان يصلي كل يوم ألف ركعة. وكان ابن أبي ليلى إذا صلى ودخل عليه داخل أضطجع.

فصل

وقد لبس على قوم من المتعبدين وكانوا يبكون والناس حولهم. وهذا قد يقع عليه فلا يمكن دفعه فمن قدر على ستره فأظهره فقد تعرض للرياء. وعن عاصم قال كان أبو وائل إذا صلى في بيته نشج (٢) نشيجا ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله واحد يراه ما فعله وقد كان أيوب السختياني إذا غلبه البكاء قام.

فصل

وقد لبس على جماعة من المتعبدين فتراهم يصلون الليل والنهار ولا ينظرون في إصلاح عيب باطن ولا في مطعم، والنظر في ذلك أولى بهم من كثرة التنفل.

[ذكر تلبيسه عليهم في قراءة القرآن]

وقد لبس على قوم بكثرة التلاوة فهم يهزون (٣) هذا من غير ترتيل ولا تثبت وهذه حالة ليست بمحمودة وقد روى عن جماعة من السلف أنهم كانوا يقرأون القرآن في كل يوم أو في كل ركعة. وهذا يكون نادرا منهم ومن داوم عليه فإنه وان كان (٤) جائزا إلا أن الترتيل والتثبت أحب إلى العلماء. وقد قال رسول الله : «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث».


(١) لكن المصين اليوم بين افراط و تفريط، فاما أن يصلوا الصلوات كلها بما فيها التطوع في المسجد، او يصلوا الصلوات كلها في البيت بما فيها المكتوبة، والسنة ان يترك المصلي من صلاته لبيته شيئا ولا يجعله كالقبور.
(٢) نشج: غص بالبكاء من غير انتحاب.
(٣) هز به السير: اسرع به.
(٤) بل هو خلاف الأولى، فليس في سنة المصطفى انه كان يقرأ القرآن في كل يوم أو في كل ركعة. وقد قال : «لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث» رواه ابو داوود والترمذي والدارمي، واسناده صحيح.

<<  <   >  >>