للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بثوبك يا هذا» (١)، واجتاز على رسول الله بعض الصحابة وهو يتكلم مع صفية زوجته فقال له: «أنها صفية» (٢). وقد علم الناس التجافي عما يوجب سوء الظن، فإن المؤمنين شهداء الله في الأرض. وخرج حذيفة إلى الجمعة ففاتته، فرأى الناس وهم راجعون، فاستتر لئلا يسوء ظن الناس به، وقد قدمنا هذه.

وقال أبو بكر الصديق لرجل قال له: إني لمست مرأة وقبلتها، فقال: تب إلى الله ولا تحدث أحدا بذلك. وجاء رجل إلى النبي وقال: إني أتيت من أجنبية ما دون الزنا يا رسول الله، قال: «ألم تصل معنا؟» قال: بلى، يا رسول الله، قال «ألم تعلم أن الصلاتين تكفر ما بينهما» (٣) وقال رجل لبعض الصحابة: إني فعلت كذا وكذا من الذنوب، فقال: «لقد ستر الله عليك لو سترت على نفسك» فهؤلاء قد خالفوا الشريعة وأرادوا قطع ما جبلت عليه النفوس.

فصل

وقد اندس في الصوفية أهل الإباحة فتشبهوا بهم حفظا لدمائهم، وهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول - كفار فمنهم قوم لا يقرون بالله ، ومنهم من يقربه ولكن يجحد النبوة يرى أن ما جاء به الأنبياء محال وهؤلاء لما أرادوا أمراح (٤) أنفسهم في شهواتها لم يجدوا شيئا يحقنون به.


(١) رواه أبو داود (٤٣٧٧) والنسائي عن يزيد بن نعيم عن أبيه «ان ماعزا أتى النبي فأقر عنده اربع مرات فأمر برجمه، وقال هزال: لو سترته بثوبك كان خيرا لك» قال ابن المكندر ان هزالا امر ماعزا ان يأتي النبي فيخبره.
(٢) رواه الشيخان وابو داود عن صفية قالت كان رسول الله معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت، فقام معي ليقلبني (أي يردني الى بيتي)، فمر رجلان من الانصار، فلما رأيا النبي أسرعا فقال النبي : «على رسلكما أنها صفية بنت حيي»، قالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: «إن الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم، فخشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا» - أو قال شرا.
(٣) متفق عليه بمعناه.
(٤) أي ترك

<<  <   >  >>