فإن قال قائل: فنفرض أن الكلام فيمن اجتهد في دفع الوجد فلم يقدر عليه وغلبه الأمر فمن أين يدخل الشيطان. فالجواب إنا لا ننكر ضعف بعض الطباع عن الدفع إلا أن علامة الصادق أنه لا يقدر على أن يدفع ولا يدري ما يجري عليه فهو من جنس قوله ﷿: ﴿فخر موسى صعقا﴾ (الاعراف: ١٤٣)
وقد أخبرنا محمد بن عبد الباقي، نا حمد بن أحمد، نا أحمد بن عبد الله، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن اسحاق الثقفي، ثني حاتم بن الليث الجوهري، ثنا خالد بن خداش، قال: قرى على عبد الله بن وهب كتاب أهوال القيامة فخر مغشيا عليه، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد ذلك بأيام.
قال المصنف ﵀: قلت: وقد مات خلق كثير من سماع الموعظة وغشي عليهم، قلنا: هذا التواجد الذي يتضمن حركات المتواجدين وقوة صياحهم وتخبطهم، فظاهره أنه متعمل والشيطان معين عليه.
قال المصنف ﵀: فإن قيل: فهل في حق المخلص نقص بهذه الحالة الطارئة عليه؟ قيل: نعم، من جهتين: احداهما أنه لو قوى العلم أمسك والثاني أنه قد خولف به طريق الصحابة والتابعين ويكفي هذا نقصا.
أخبرنا عبد الله بن علي المقري، نا هبة الله بن عبد الرزاق السني، وأخبرنا سعيد بن أحمد بن البنا، نا أبو سعد محمد بن علي الرستمي، قالا: نا أبو الحسين بن بشران، نا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعت خلف ابن حوشب يقول: كان خوات يرعد عند الذكر، فقال له ابراهيم: ان كنت تملكه فما أبالى ان لا أعتدبك، وإن كنت لا تملكه فقد خالفت من كان قبلك. وفي رواية فقد خالفت من هو خير منك.
قال المصنف ﵀: قلت: إبراهيم هو النخعي الفقيه، وكان متمسكا بالسنة شديد الاتباع للاثَر. وقد كان خوات من الصالحين البعداء عن التصنع. وهذا خطاب إبراهيم له. فكيف بمن لا يخفي حاله في التصنع.
فصل
فإذا طرب أهل التصوف لسماع الغناء صفقوا.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي، نا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، نا أبو