للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك فلا شهرة في لبسها. فأما الشوازك فتجمع شهرة الصورة، وشهرة دعوى الزهد. وقد أخبرتك انهم يقطعون الثياب الصحاح ليجعلوها شوازك لا عن ضرورة يقصدون الشهرة لحسن ذلك والشهرة بالزهد ولهذا وقعت الكراهية. وقد كرهها جماعة من مشايخهم كما بينا.

أخبرنا أبو بكر بن حبيب العامري، نا أبو سعد بن أبي صادق، ثنا أبو عبد الله ابن باكويه، قال: سمعت الحسين بن أحمد الفارسي يقول: سمعت الحسين بن هند، يقول: سمعت جعفر الحذاء، يقول: لما فقد القوم الفوائد من القلوب اشتغلوا بالظواهر وتزيينها يعني بذلك - أصحاب المصبغات والفوط. أخبرنا ابن حبيب، نا ابن أبي صادق، ثنا ابن باكويه، اخبرن أبو يعقوب الخراط، قال: سمعت الثوري يقول: كانت المرقعات غطاء على الدر فصارت جيفا على مزابل. قال ابن باكويه: وأخبرني أبو الحسن الحنظل، قال: نظر محمد بن محمد بن علي الكتاني إلى أصحاب المرقعات فقال: إخواني إن كان لباسكم موافقا لسرائركم لقد أحببتم أن يطلع الناس عليها، وان كانت مخالفة لسرائركم فقد هلكتم ورب الكعبة.

أخبرنا محمد بن ناصر، أنبأنا أبو بكر بن خلف، ثنا محمد بن الحسين السلمي، قال: سمعت نصر بن أبي نصر يقول: قال أبو عبد الله محمد بن عبد الخالق الدينوري لبعض أصحابه: لا يعجبنك ما ترى من هذه اللبسة الظاهرة عليهم، فما زينوا الظواهر إلا بعد أن خربوا البواطن. وقال ابن عقيل: دخلت يوما الحمام فرأيت على بعض أوتاد السلخ (١) جبة مشوزكة مرقعة بفوط، فقلت للحمامي: أرى سلخ الحية. فمن داخل (٢). فذكر ل بعض من يتصوف (٣) للبلاء حوشا (٤) للأموال.

فصل

قال المصنف وفي الصوفية من يرقع المرقعة حتى تصير كثيفة خارجة عن الحد. أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، نا القاضي أبو محمد الحسن بن رامين الأسد آبادى، نا أبو محمد عبد الله بن


(١) السلخ: ما على المغزل من الغزل.
(٢) أي تداخل.
(٣) تصوف: صار صوفيا.
(٤) حاش الاموال: جمعها.

<<  <   >  >>