للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الزبير: حدثني أبو الحسن الأثرم عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي. قال: انما سمى الغوث بن مر صوفة لأنه ما كان يعيش لأمه ولد. فنذرت لئن عاش لتعلقن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت فقيل له: صوفة ولولده من بعده. قال الزبير: وحدثني إبراهيم بن المنذري عن عبد العزيز بن عمران، قال: أخبرني عقال بن شبة، قال: قالت أم تميم بن مر وقد ولدت نسوة فقالت: لله علي أن ولدت غلاما لأعبدنه للبيت. فولدت الغوث بن مر فلما ربطته عند البيت أصابه الحر فمرت به وقد سقط واسترخى، فقالت: ما صار ابني إلا صوفة فسمي صوفة. وكان الحج وإجازة الناس من عرفة إلى منى ومن منى إلى مكة لصوفة. فلم تزل الإجازة في عقب صوفة حتى أخذتها عدوان، فلم تزل في عدوان حتى اخذتها قريش.

فصل

قال المصنف: وقد ذهب قوم إلى أن التصوف منسوب إلى أهل الصفة. وإنما ذهبوا إلى هذا لأنهم رأوا أهل الصفة على ما ذكرنا من صفة صوفة في الانقطاع إلى الله ﷿ وملازمة الفقر، فإن أهل الصفة كانوا فقراء يقدمون على رسول الله وما لهم أهل ولا مال فبنيت لهم صفة في مسجد رسول الله وقيل: أهل الصفة. والحديث بإسناد عن الحسن قال: بنيت صفة لضعفاء المسلمين فجعل المسلمون يوصلون إليها ما استطاعوا من خير، وكان رسول الله يأتيهم فيقول: السلام عليكم يا أهل الصفة. فيقولون: وعليك السلام يا رسول الله، فيقول: كيف أصبحتم. فيقولون بخير يا رسول الله (١). وبإسناد (٢) عن نعيم بن المجمر عن أبيه عن أبي ذر، قال: كنت من أهل الصفة وكنا إذا أمسينا حضرنا باب رسول الله فيأمر كل رجل فينصرف برجل فيبقى من بقي من أهل الصفة عشرة أو أقل فيؤثرنا النبي بعشائه فنتعشى، فإذا فرغنا، قال رسول الله : ناموا في المسجد.


(١) والحديث مرسل لانه من رواية الحسن وهو تابعي.
(٢) لم يذكر الاسناد لننظر فيه، لكن قد ورد عن ابن عمر قال: «كنا ننام على عهد رسول الله في المسجد ونحن «شباب» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، واخرجه البخاري مطولا ومختصرا.

<<  <   >  >>