قال: نعمت البدعة هذه (١) - لأن صلاة الجماعة مشروعة. وإنما قال الحسن في القصص: نعمت البدعة، كم من أخ يستفاد، ودعوة مستجابة. لأن الوعظ مشروع ومتى أسند المحدث إلى أصل مشروع لم يذم. فأما إذا كانت البدعة كالمتمم فقد اعتقد نقص الشريعة، وإن كانت مضادة فهي أعظم. فقد بان بما ذكرنا أن أهل السنة هم المتبعون، وأن أهل البدعة هم المظهرون شيئا لم يكن قبل ولا مستند له، ولهذا استتروا ببدعتهم. ولم يكتم أهل السنة مذهبهم فكلمتهم ظاهرة ومذهبهم مشهور والعاقبة أهم.
أخبرنا هبة الله بن محمد، نا الحسن بن علي التميمي، نا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثني أبي، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» في «الصحيحين».
أخبرنا هبة الله الحسن بن علي، نا ابن ملك، ثنا عبد الله بن أحمد، ثني أبي، قال: ثنا يوسف، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» انفرد به مسلم. وقد روى هذا المعنى عن النبي ﷺ معاوية وجابر بن عبد الله وقرة. أخبرنا الكروخي، نا النورجي والأزدي، قالا: نا الحراجي، ثنا المحبوبي، ثنا الترمذي، قال: قال محمد بن إسماعيل: قال علي بن المديني: هم أصحاب الحديث.
[فصل في بيان انقسام أهل البدع]
أخبرنا عبد الملك الكروخي، نا أبو عامر الأزدي وأبو بكر النورجي قالا: نا
(١) هذا القول من عمر ﵁ هو تجوز لغوي فهو لم يحدث شيئا وإنما اعادهم الى ما فعله رسول الله ﷺ من قيام رمضان في جماعة. لكنه ﷺ انقطع عنهم في الليلة الثالثة خشية أن تفرض عليهم. فأعادهم عمر بن الخطاب الى السنة حين جمعهم علي ابي بن كعب لكن طول الانقطاع عن هذه السنة ثم العودة اليها أظهرها وكأنها شيء جديد فإن كانت البدعة هكذا فهي نعمت البدعة.