للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأقوام في الجنة فيقال: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية﴾ (الحاقة: ٢٤) فشغلهم عنه بالأكل والشرب، ولا مكر فوق هذا ولا حسرة أعظم منه.

قال المصنف : أنظروا وفقكم الله إلى هذه الحماقة وتسمية المنعم به مكرا، وإضافة المكر بهذا إلى الله ، وعلى مقتضى قول هذا أن الأنبياء لا يأكلون ولا يشربون بل يكونون مشغولين بالله ﷿، فما أجرأ هذا القائل على مثل هذه الألفاظ القباح. وهل يجوز أن يوصف الله ﷿ بالمكر على ما نعقله من معنى المكر. وإنما معنى مكره وخداعه أنه مجازي الماكرين والخادعين. وانى لا تعجب من هؤلاء وقد كانوا يتورعون من اللقمة والكلمة كيف انبسطوا في تفسير القرآن إلى ما هذا حده.

وقد أخبرنا علي بن عبيد الله وأحمد بن الحسن وعبد الرحمن بن محمد، قالوا: حدثنا عبد الصمد بن المأمون، نا علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ثنا بشر بن الوليد، ثنا سهيل أخو حزم، ثنا أبو عمران الجوني عن جندب قال: قال رسول الله : «من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» (١).

أخبرنا هبة الله بن محمد، نا الحسن بن علي، نا أبو بكر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنى أبى، ثنا وكيع عن الثوري عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رض الله عنهما، قال: قال رسول الله : «من قال في القرآن برأيه فلتبوأ مقعده من النار» (٢).

قال المصنف : وقد رويت لنا حكاية عن بعضهم فيما يتعلق بالمكر، إني لأقشعر من ذكرها، لكني أنبه بذكرها على قبح ما يتخايله هؤلاء الجهلة.


(١) وفيه سهيل وهو ابن ابي حزم ضعيف كما في «التقريب» وقد رواه ايضا ابو داود والترمذي وضعفه الشيخ الالباني في تعليقه على «المشكاة» ١/ ٧٩.
(٢) وفيه عبد الاعلى بن عامر الكوفي وهو صدوق يهم. وقد ضعف الحديث الشيخ الالباني في تعليقه على «مشكاة المصابيح» ١/ ٧٩ ورواه الترمذي والنسائي ولفظه عند الترمذي «من قال في القرآن بغير علم» … الحديث

<<  <   >  >>