للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وجميع الكتاب من هذا الجنس، ولقد هممت أن أثبت منه ها هنا كثيرا، فرأيت أن الزمان يضيع في كتابة شيء بين الكفر والخطأ والهذيان، وهو من جنس ما حكينا عن الباطنية، فمن أراد أن يعرف جنس ما في الكتاب فهذا أنموذجه، ومن أراد الزيادة فلينظر في ذلك الكتاب.

وذكر أبو نصر السراج في كتاب «اللمع»، قال: للصوفية استنباط منها قوله: ﴿أدعوا الى الله على بصيرة﴾ (يوسف: ١٠٨/ ١٢). قال الواسطي: معناه: لا أرى نفسي. وقال الشبلي: لو اطلعت على الكل مما سوانا لوليت منهم فرارا إلينا.

قلت: هذا لا يحل لأن الله تعالى إنما أراد أهل الكهف. وهذا السراج يسمي هذه الأقوال في كتابه مستنبطات. وقد ذكر أبو حامد الطوسي في كتاب ذم المال في قوله ﷿ ﴿واجنبني وبني أن نعبد الاصنام﴾ (ابراهيم: ٣٥) قال: إنما عنى الذهب والفضة، إذ رتبة النبوة أجل من أن يخشى عليها أن تعبد الآلهة والأصنام، وإنما عنى بعبادته حبه والاغترار به.

قال المصنف : وهذا شيء لم يقله أحد من المفسرين وقد قال شعيب: «وما يكون لنا أن نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا ﴿الاعراف: ٨٩﴾».

ومعلوم أن ميل الأنبياء إلى الشرك أمر ممتنع لأجل العصمة لا أنه مستحيل. ثم قد ذكر مع نفسه من يتصور في حقه الإشراك والكفر فجاز أن يدخل نفسه معهم، فقال: «وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّْ» ومعلوم أن العرب أولاده، وقد عبد أكثرهم الأصنام.

أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق، نا المبارك بن عبد الجبار، نا الحسين بن علي الطناجيري، نا أبو حفص بن شاهين، قال: وقد تكلمت طائفة من الصوفية في نفس القرآن بما لا يجوز، فقالت في قوله: «إِنَّ فى خلق السموات وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ» (آل عمران: ١٩٠) فقال: هم لآيات لي، فأضافوا إلى الله تعالى ما جعله لِأُولِي الْأَلْبَابِ، وهذا تبديل للقرآن، وقالوا: «ولسليمان الريح» (سبأ: ١٢) قالوا: ولي سليمان.

وأخبرنا ابن ناصر، نا أحمد بن علي بن خلف، ثنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: قال أبو حمزة الخراساني: قد يقطع

<<  <   >  >>