للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف : وهذا قبيح لأنه ليس من أم، لأنه لو كان كذلك لكانت الميم مشددة. وقال في قوله: ﴿وإن يأتوكم أسارى﴾ (البقرة: ٨٥). قال: قال: قال أبو عثمان: غرقى في الذنوب. وقال الواسطي: غرقى في رؤية أفعالهم. وقال الجنيد: أسارى في أسباب الدنيا تفدوهم إلى قطع العلائق.

قلت: وإنما الآية على وجه الإنكار ومعناها: إذا أسرتموهم فديتموهم، وإذا حاربتموهم قبلتموهم، وهؤلاء قد فسروها على ما يدجب المدح.

وقال محمد بن علي ﴿يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾ (البقرة: ٢٢٢) من توبتهم. وقال النوري: ﴿يقبض ويبسط﴾ (البقرة: ٢٤٥) أى يقبضك باياه ويبسطك لا ياه. وقال في قوله: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾ (آل عمران: ٩٧) أي من هواجس نفسه ووساوس الشيطان. وهذا غاية في القبح، لأن لفظ الآية لفظ الخبر، ومعناه الأمر، وتقديرها: من دخل الحرم فأمنوه. وهؤلاء قد فسروها على الخبر، ثم لا يصح لهم لأنه كم من داخل إلى الحرم ما أمن من الهواجس ولا الوساوس، وذكر في قوله ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تنهون عنه﴾ (النساء: ٣١). قال أبو تراب: هي الدعاوي الفاسدة ﴿وَالْجَارِ ذي القربي﴾ (النساء: ٣٦). قال سهل: هو القلب ﴿وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾ النفس ﴿وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ الجوارح. وقال في قوله ﴿وَهَمَّ بها﴾ (النساء: ٢٤). قال أبو بكر الوراق: الهمان لها ويوسف ما هم بها.

قلت: هذا خلاف لصريح القرآن وقوله: ﴿ما هذا بشرا﴾ (يوسف: ٣١) قال محمد ابن علي: ما هذا بأهل أن يدعى إلى المباشرة. وقال الزنجاني: الرعد: صعقات الملائكة، والبرق: زفرات أفئدتهم، والمطر بكاؤهم. وقال في قوله: ﴿ولله المكر جميعا﴾ (الرعد: ٤٢) قال الحسين: لا مكر أبين فيه من مكر الحق بعباده حيث أوهمهم أن لهم سبيلا إليه بحال، أو للحدث اقتران مع القدم.

قال المصنف : ومن تأمل معنى هذا علم أنه كفر محض، لأنه يشير إلى أنه كالهزء واللعب. ولكن الحسين هذا هو الحلاج وهذا يليق بذاك. وقال في قوله: ﴿لعمرك﴾ (الحجر: ٧٢) أي بعمارتك سرك بمشاهدتنا.

<<  <   >  >>