الاسم الثاني: الإسماعيلية - نسبوا إلى زعيم لهم يقال له: محمد بن إسماعيل بن جعفر، ويزعمون أن دور الإمامة انتهى إليه، لأنه سابع واحتجوا بأن السموات سبع والأرضين سبع وأيام الأسبوع سبعة. فدل على أن دور الأئمة يتم بسبعة، وعلى هذا فيما يتعلق بالمنصور فيقولون: العباس ثم ابنه عبد الله ثم ابنه علي ثم ابنه محمد بن علي ثم إبراهيم، ثم السفاح، ثم المنصور.
وذكر أبو جعفر الطبري في «تاريخه» قال: قال علي بن محمد عن أبيه إن رجلا من الراوندية كان يقال له: الأبلق - وكان أبرص - فبكى بالعلو (١) ودعا الراوندية إليه، وزعم أن الروح التي كانت في عيسى بن مريم صارت الى علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ثم في الأئمة واحدا بعد واحد إلى أن صارت إلى إبراهيم بن محمد، واستحلوا الحرمات فكان الرجل منهم يدعو الجماعة إلى منزله فيطعمهم ويسقيهم ويحملهم على امرأته. فبلغ ذلك أسد بن عبد الله فقتلهم وصلبهم. فلم يزل ذلك فيهم إلى اليوم. وعبدوا أبا جعفر وصعدوا الخضراء وألقوا نفوسهم كأنهم يطيرون فلا يبلغون الأرض إلا وقد هلكوا وخرج جماعتهم على الناس في السلاح، وأقبلوا يصيحون يا أبا جعفر أنت أنت.
الاسم الثالث: السبعية - لقبوا بذلك لأمرين أحدهما اعتقادهم أن دور الإمامة سبعة سبعة على ما بينا، وأن الانتهاء إلى السابع هو آخر الأدوار، وهو المراد بالقيامة وأن تعاقب هذه الأدوار لا آخر له، والثاني لقولهم أن تدبير العالم السفلي منوط بالكواكب السبعة: زحل ثم المشتري ثم المريخ، ثم الزهرة ثم الشمس ثم عطارد، ثم القمر
الاسم الرابع: البابكية - قال المصنف: وهو اسم لطائفة منهم تبعوا رجلا يقال له: بابك الخرمي، وكان من الباطنية وأصله أنه ولد زنا، فظهر في بعض الجبال بناحية أذربيجان سنة إحدى ومائتين وتبعه خلق كثير واستفحل أمرهم واستباح المحظورات، وكان إذا علم أن عند أحد بنتا جميلة أو أختا جميلة طلبها فإن بعثها إليه وإلا قتله وأخذها، ومكث على هذا عشرين سنة، فقتل ثمانين ألفا وقيل خمسة وخمسين ألفا وخمسمائة إنسان، وحاربه السلطان وهزم خلقا من الجيوش حتى بعث المعتصم أفشين فحاربه فجاء ببابك وأخيه في سنة ثلاث وعشرين ومائتين، فلما دخلا قال لبابك أخوه:
(١) من علا يعلو: اذا ارتفع: فلعله كان يرفع صوته بالبكاء.