خمسة أقاويل قطع في آخرها أن معبودة أشبر نفسه سبعة أشبار. فان قوما قالوا أنه على هيئة السبيكة وأن قوما قالوا هو على هيئة البلورة الصافية المستوية الاستدارة التي من حيث أتيتها رأيتها على هيئة واحدة. وقال هشام: هو متناهي الذات حتى قال: إن الجبل أكبر منه، قال: وله ماهية يعلمها هو.
قال المصنف: وهذا يلزمه أن يكون له كيفية أيضا وذلك ينقض القول بالتوحيد. وقد استقر أن الماهية لا تكون إلا لمن كان ذا جنس وله نظائر فيحتاج أن يفرد منها ويبان (١) عنها، والحق سبحانه ليس بذي جنس ولا مثل له. ولا يجوز أن يوصف بان ذاته ارادية ومتناهية لا على معنى أنه ذاهب في الجهات بلا نهاية. إنما المراد أنه ليس بجسم ولا جوهر فتلزمه النهاية. قال النوبختي: وقد حكى كثير من المتكلمين أن مقاتل بن سليمان ونعيم بن حماد وداود الحواري يقولون: ان الله صورة وأعضاء.
قال المصنف: أترى هؤلاء كيف يثبتون له القدم دون الآدميين ولم لا يجوز عليه عندهم ما يجوز على الآدميين من مرض أو تلف؟ ثم يقال لكل من ادعى التجسيم بأي دليل أثبت حدث الأجسام، فيدلك بذلك على أن الاله هو الذي اعتقدته جسما محدثا غير قديم. ومن قول المجسمة أن الله ﷿ يجوز أن يمس ويلمس. فيقال له: فيجوز على قولكم أن يمس ويلمس ويعانق. وقال بعضهم: أنه جسم هو فضاء والأجسام كلها فيه. وكان بيان بن سمعان يزعم أن معبوده نور كله، وأنه على صورة رجل، وأنه يهلك جميع أعضائه إلا وجهه، فقتله خالد بن عبد الله. وكان المغيرة بن سعد العجلي يزعم أن معبوده رجل من نور على رأسه تاج من نور وله أعضاء وقلب تنبع منه الحكمة وأعضاؤه على صورة حروف الهجاء. وكان هذا يقول بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن. وكان زرارة بن أعين يقول: لم يكن الباري قادرا حيا عالما في الأزل حتى خلق لنفسه هذه الصفات. تعالى الله عن ذلك. وقال داود الحوارى: هو جسم لحم ودم وله جوارح وأعضاء وهو أجوف من فمه إلى صدره ومضمت ما سوى ذلك.
ومن الواقفين مع الحس أقوام قالوا: هو على العرش بذاته على وجه المماسة فإذا نزل انتقل وتحرك، وجعلوا لذاته نهاية وهؤلاء قد أوجبوا عليه المساحة والمقدار، واستدلوا على أنه على العرش بذاته بقول النبي صلى الله