للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أزواجهن، ثم يقبلون الطعام والنفقات من الظلمة والفجار وغاصبي الأموال، كالعداد (١) والأجناد وأرباب المكوس، ويستصحبون المردان في السماعات يجلبونهم في الجموع مع ضوء الشموع، ويخالطون النسوة الأجانب ينصبون لذلك حجة إلباسهن الخرقة، ويستحلون، بل يوجبون أقتسام ثياب من طرب فسقط ثوبه، ويسمون الطرب: وجدا، والدعوة: وقتا، والغناء: قولا، واقتسام ثياب الناس: حكما، ولا يخرجون عن بيت دعوا إليه إلا عن إلزام دعوة أخرى، يقولون: أنها وجبت، واعتقاد ذلك كفر وفعله فسوق. ويعتقدون أن الغناء بالقضبان (٢) قربة، وقد سمعنا عنهم أن الدعاء عند حدو الحادى وعند حضور المخدة (٣) مجاب، اعتقادا منهم أنه قربة، وهذا كفر أيضا، لأن من اعتقد المكروه والحرام قربة كان بهذا الاعتقاد كافرا، والناس بين تحريمه وكراهيته.

ويسلمون أنفسهم إلى شيوخهم، فإن عولوا (٤) إلى مرتبة شيخه قيل: الشيخ لا يعترض عليه. فحد من حل رسن ذلك الشيخ وانحطاطه في سلك الأقوال المتضمنة للكفر والضلال المسمى شطحا، وفي الأفعال المعلومة كونها في الشريعة فسقا فإن قبل أمردا قيل: رحمة، وإن خلا بأجنبية قيل: بنته وقد لبست الخرقة، وإن قسم ثوبا على غير أربابه من غير رض مالكه قيل: حكم الخرقة. وليس لنا شيخ نسلم إليه حاله، إذ ليس لنا شيخ غير داخل في التكليف، وأن المجانين والصبيان يضرب على أيديهم وكذلك البهائم، والضرب بدل من الخطاب. ولو كان لنا شيخ يسلم إليه حاله لكان ذلك الشيخ أبا بكر الصديق . وقد قال: إن اعوججت فقوموني، ولم يقل: فسلموا إلي. ثم أنظر إلى الرسول صلوات الله عليه كيف اعترضوا عليه، فهذا عمر يقول: ما بالنا نقصر وقد أمنا (٥) وآخر يقول: تنهانا عن الوصال وتواصل (٦). وآخر يقول: أمرتنا بالفسخ ولم تفسخ (٧). ثم ان الله تعالى تقول له الملائكة: «اتجعل


(١) المكلف بعد المواشي.
(٢) و (٣) آلات لهو وطرب
(٤) قوله: فإن عولوا إلى قوله: في الشريعة فسقا غير منتظم، والمعنى غير خفي على المتأمل.
(٥) رواه الجماعة الا البخاري وفيه قول النبي : «صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته» مسلم» بمعناه
(٦) رواه الشيخان
(٧) في «صحيح مسلم» بمعنا.

<<  <   >  >>