«ولقد وضع الله لي من القبول في قلوب الخلق فوق الحد، وأوقع كلامي في نفوسهم، فلا يرتابون بصحته، وقد أسلم على يدي نحو مائتين من أهل الذمة».
وقال سبطه أبو المظفر:«أقل ما كان يحضر مجلسه عشرة آلاف».
كان ﵀ قوي البديهة، حاضر الذهن، فقد وقع النزاع على عهده في المفاضلة بين أبي بكر وعلي، بين أهل السنة والشيعة، ورضوا فيما بينهم بما يجيب به الشيخ أبو الفرج، فأقاموا له رجلا وسط المجلس، فسأله عن ذلك فقال على الفور: أفضلهما من كانت ابنته تحته، ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك. فقال السنية: هو أبو بكر ﵁ لان عائشة ﵂ تحت رسول الله ﷺ، وقالت الشيعة: هو علي ﵁ لأن فاطمة بنت رسول الله ﷺ تحته قال ابن خلكان:
و هذه من لطائف الاجوبة، ولو حصل بعد الفكر التام وامعان النظر كان في غاية الحسن، فضلا عن البديهة.
أما منزلته في الوعظ فلم يكن يدانيه أحد، فلقد أوتي حسن التصرف في فنون القول، وشدة التأثير في الناس، وكانت مجالسه الوعظية جامعة، ولقد تاب في مجالسه أكثر من مائة ألف.
ووعظ وهو ابن عشر سنين الى أن مات، وكان يحضر مجالسه أمير المؤمنين والسلاطين والأمراء والعلماء فضلا عن عامة الناس.