للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقله، وذهب ولده وأهله، فمكث بحكم الغلبة سبع سنين أو نحوها، وكان أول شيء قاله بعد صحوه من غلبته:

حقا أقول لقد كلفتني شططا (١) … حملي هواك وصبري إن ذا عجب

قلت: قلة علم هذا الرجل أثمر أن سأل البلاء وفي سؤال البلاء معنى التقاوى (٢) من أقبح القبيح. و - الشطط - الجور ولا يجوز أن ينسب إلى الله تعالى. وأحسن ما حمل عليه حاله أن يكون قال هذا البيت في زمان التغير

أخبرنا محمد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، نا محمد بن الحسين السلمي، سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم الحصري، يقول: دعوني وبلائي، ألستم أولاد آدم الذي خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأمره بأمره فخالفه، اذا كان أول الدن درد (٣) كف يكون آخره قال: وقال الحصري: كنت زمانا إذا قرأت القرآن لا أستعيذ من الشيطان وأقول من الشيطان حتى يحضر كلام الحق.

قال المصنف : قلت: أما القول الأول بأنه يتسلط على الأنبياء جرأة قبيحة وسوء أدب. وأما الثاني فمخالف لما أمر الله ﷿ به فإنه قال: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فاستعذ بالله﴾ (النحل: ٩٨).

أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر، نا عباد بن إبراهيم النسفي، ثنا محمد بن الحسين السلمي، قال: وجدت في كتاب أبي بخطة سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الدينوري يقول: قد نقضوا أركان التصوف وهدموا سبيلها وغيروا معانيها بأسامي أحدثوها، سموا الطبع زيادة، وسوء الأدب إخلاصا، والخروج عن الحق شطحا، والتلذذ بالمذموم طيبة، وسوء الخلق صولة (٤)، والبخل جلادة، واتباع الهوى ابتلاء، والرجوع إلى الدنيا وصولا، والسؤال عملا، وبذاء (٥) اللسان ملامة، وما هذا طريق القوم


(١) شط شطوطا: أفرط وجار.
(٢) تقاوى القوم المتاع بينهم: تزايدوا حتى يبلغوه غاية ثمنه.
(٣) الدردي من الزيت ونحوه: الكدر الراسب في أسفله.
(٤) من صال يصول: اذا سطا وقهر ووثب.
(٥) البذاء: الفحش.

<<  <   >  >>