للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله، يقول: دخل قوم على الشبلي في مرض موته الذي مات فيه، فقالوا له: كيف تجدك؟ فأنشأ يقول:

إن سلطان حبه … قال: لا أقبل الرشا

فسلوه فديته … ما لقتلي تحرشا

قال ابن عقيل: وقد حكي عن الشبلي أنه قال: أن الله ، قال ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ (الضحى: ٥)، والله لارضى محمد وفي النار من أمته أحد. ثم قال: إن محمدا يشفع في امته وانا أشفع بعده في النار حتى لا يبقى فيها أحد.

قال ابن عقيل: والدعوى الأولى على النبي كاذبة، فإن النبي يرضى بعذاب الفجار، كيف وقد لعن في الخمر عشرة (١). فدعوى أنه لا يرضى بتعذيب الله ﷿ للفجار دعوى باطلة وإقدام على جهل بحكم الشرع. ودعواه بأنه من أهل الشفاعة في الكل وأنه يزيد على محمد كفر، لأن الإنسان متى قطع لنفسه بأنه من أهل الجنة، كان من أهل النار، فكيف وهو يشهد لنفسه بأنه على مقام يزيد على مقام النبوة بل يزيد على المقام المحمود وهو الشفاعة العظمى.

قال ابن عقيل: والذي يمكنني في حق أهل البدع لساني وقلبي، ولو اتسعت قدرتي في السيف لرويت الثرى من دماء خلق.

أخبرتنا شهدة بنت أحمد، قالت: أخبرنا جعفر بن أحمد، ثنا أبو طاهر محمد بن على العلاف، سمعت أبا الحسن بن سمعون، سمعت أبأاأ أعبد الله العلقي صاحب أبي العباس بن عطاء، سمعت أبا العباس بن عطاء، يقول: قرأت القرآن فما رأيت الله ﷿ ذكر عبدا فأثنى عليه حتى أبتلاه، فسألت الله تعالى أن يبتليني، فما مضت الأيام والليالي حتى خرج من داري نيف وعشرون ميتا ما رجع منهم أحد. قال: وذهب ماله، وذهب.


(١) فعن ابن عمر قال: قال رسول الله «لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة اليه». رواه أبو داود وابن ماجه و اسناده صحيح.
ورواه الترمذي وابن ماجه عن أنس بلفظ: «لعن رسول الله في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة اليه وساقيها وبائعها وأكل ثمنها والمشتري لها والمشتري له».

<<  <   >  >>