للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: انطلق لشأنك فلست أرد ما مضى من عمري فقال: أشرف علي فأنا المسيح فقال: إن كنت المسيح فما لي إليك حاجة أنست قد أمرتنا بالعبادة ووعدتنا القيامة انطلق نشأنك فلا حاجة لي فيك فانطلق اللعين عنه وتركه.

أنبأنا إسماعيل بن أحمد، نا عاصم بن الحسن، نا علي بن محمد بن بشران نا أبو علي البردعي، ثنا أبو بكر القرشي، ثنا أبو عبد الله محمد بن موسى الحرشي، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عمرو بن دينار، ثنا سالم بن عبد الله ، عن أبيه، قال: لما ركب نوح في السفينة رأى فيها شيخا لم يعرفه، فقال له نوح: ما أدخلك؟ قال: دخلت لأصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم معي وأبدانهم معك، فقال له نوح : اخرج يا عدو الله، فقال إبليس: خمس أهلك بهن الناس وسأحدثك منهن بثلاث ولا أحدثك بالاثنتين، فأوحى الله إلى نوح أنه لا حاجة لك إلى الثلاث مره يحدثك بالاثنتين، فقال: بهما أهلك الناس وهما لا يكذبان الحسد (١) والحرص (٢) فبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما، وبالحرص أبيح لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه فأخرج من الجنة. قال: ولقى إبليس موسى ، فقال: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما، وأنا من خلق الله تعالى أذنبت وأريد أن أنوب فاشفع لي إلى ربي ﷿ أن يتوب علي فدعا موسى ربه، فقيل: يا موسى قد قضيت حاجتك، فلقي موسى إبليس، فقال له: قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك فاستكبر وغضب، وقال: لم أسجد له حيا أأسجد نه ميتا ثم قال إبليس: يا موسى إن لك علي حقا بما شفعت إلى ربك فاذكرني عند ثلاث لا أهلك فيهن، اذكرني حين تغضب فأنا وحي في قلبك وعيني في عينك، وأجري منك مجرى الدم. واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره وله وزوجته وأهله حتى يولي. وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها.

قال القرشي: وحدثنا أبو حفص الصفار، ثنا جعفر ابن سليمان، ثنا شعبة عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب ، قال «ما بعث الله نبيا إلا لم يأمن ابليس أن هلكه بالنساء». قال القرشي: وثنى القاسم بن هاشم عن ابراهيم بن الاشعث، عن فضيل بن عياض، قال: حدثني بعض


(١) الحسد أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه.
(٢) الحرص شدة الارادة والشره الى المطلوب

<<  <   >  >>