للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا أول له ولا آخر.

قال السهلكي: وقرأ رجل عند أبي يزيد ﴿إِنَّ بَطْشَ ربك لشديد﴾ (البروج: ٢١) فقال أبو يزيد: وحياته أن بطشي أشد من بطشه. وقيل لأبي يزيد: بلغنا أنك من السبعة، قال: أنا كل السبعة. وقيل له: إن الخلق كلهم تحت لواء سيدنا محمد ، فقال: والله إن لوائي أعظم من لواء محمد، لوائي من نور تحته الجن والإنس كلهم مع النبيين. وقال أبو يزيد: سبحاني سبحاني ما أعظم سلطاني ليس مثلي في السماء يوجد ولا مثلي صفة في الأرض تعرف، أنا هو وهو أنا وهو هو.

أخبرنا المحمدان بن ناصر وابن عبد الباقي، قالا: نا حمد بن أحمد، نا أبو نعيم الحافظ، ثنا أحمد بن أبي عمران، ثنا منصور بن عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: قيل لأبي يزيد: إنك من الإبدال (١) السبعة الذين هم أوتاد الأرض، فقال: أنا كل السبعة.

أنبأنا ابن ناصر، نا أبو الفضل السهلكي، قال: سمعت أبا الحسين محمد بن القاسم الفارسي، قال: سمعت أبا نصر بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سمعت أبا الحسين علي بن محمد الجرجاني، يقول: سمعت الحسين بن علي بن سلام، يقول: دخل أبو يزيد مدينة فتبعه منها خلق كثير، فالتفت إليهم فقال: «إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني»، فقالوا: جن أبو يزيد فتركوه.

قال الفارسي: وسمعت أبا بكر أحمد بن محمد النيسابوري، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن إسرائيل، قال: سمعت خالي علي بن الحسين، يقول: سمعت الحسن بن علي بن حياة، يقول: سمعت عمي - وهو أبو عمران موسى بن عيسى بن أخي أبي يزيد - قال: سمعت أبي يقول: قال أبو يزيد: رفع بي مرة حتى قمت بين يديه، فقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك، قلت: يا عزيزي وأنا أحب أن يروني، فقال: يا أبا يزيد إني أريد أريكهم، فقلت: يا عزيزي إن كانوا يحبون أن يروني وأنت تريد ذلك وأنا لا أقدر على مخالفتك، قربني بوحدانيتك، وألبسني ربانيتك، وأرفعني إلى أحديتك، حتى إذا رآني خلقك قالوا: رأيناك فيكون أنت ذاك ولا.


(١) ذكرنا قبل قليل أن حديث الإبدال ضعيف.

<<  <   >  >>