للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أخبرنا هبة الله بن محمد، نا الحسن بن علي، نا حمد بن جعفر، ثنا عبد الله، ثني أبي، ثنا معاوية، ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى ابن الخراز عن ابن أخي زينب، عن امرأة عبد الله قالت: جاء عبد الله ذات يوم وعندي عجوز ترقيني من الحموة (١) فأدخلتها تحت السرير، قالت: فدخل فجلس إلى جنبي فرأى في عنقي خيطا، فقال: ما هذا الخيط؟ قلت: خيط رقي لي فيه رقية فأخذه وقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك. سمعت رسول الله يقول: «إن في الرقى والتمائم والتولة شركا» (٢) قالت: فقلت له: لم تقول هذا؟ وقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها فكان إذا رقاها سكنت، قال: إنما ذاك من عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقيتها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله «أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما» (٣).

قال المصنف : التولة - ضرب من السحر يحبب المرأة إلى زوجها.

أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، نا الحسن بن عبد الملك بن يوسف، نا أبو محمد الخلال، ثنا أبو عمر بن حياة، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا هارون بن زيد عن أبي الزرقاء، ثنا أبي، قال: ثنا سفيان عن عكرمة ابن عمار عن شعيب بن أبي السني عن بي عيسى أو عيسى، قال: ذهبت إلى عبد الله بن عمر، فقال أبو السوار: يا أبا عبد الرحمن إن قوما عندنا إذا قرئ عليهم القرآن يركض (٤) أحدهم من خشية الله، قال: كذبت، قال: بلى ورب هذه البنية (٥)، قال: ويحك إن كنت صادقا فإن الشيطان ليدخل جوف أحدهم، والله ما هكذا كان أصحاب محمد .


(١) حموة الألم: شدته
(٢) الحديث رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم عن ابن مسعود، وصححه وأقره الذهبي ولفظه: «ان الرقى والتمائم والتولة شرك».
(٣) هذا الدعاء رواه الشيخان عن عائشة قالت: كان رسول الله عليه وسلم اذا اشتكى منا انسان مسحه بيمينه» ثم قال: فذكرته
(٤) ركض: حرك رجليه، وركض الارض: ضربها برجليه
(٥) البنية: البيت

<<  <   >  >>