للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها. فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع» (١).

وقد روي عن سهل بن سعد عن النبي أنه قال: «يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ» قيل: يا رسول الله متى؟ قال: «وإذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر» (٢) أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري في كتاب «السنن» لابن ماجه، قال: نا أبو العباس أحمد بن محمد الأسد آبادي، نا أبو منصور المقومي، نا أبو طلحة القاسم بن المنذر، نا أبو الحسن بن إبراهيم القطان، ثنا محمد بن يزيد ابن ماجه، ثنا الحسين بن أبي الربيع الجرجاني، ثنا عبد الرزاق، أخبرني يحيى بن العلاء أنه سمع مكحولا يقول: أنه سمع يزيد بن عبد الله، يقول: أنه سمع صفوان بن أمية، قال: كنا مع رسول الله فجاء عمرو بن قرة، فقال: يا رسول الله، إن الله ﷿ قد كتب على الشقوة فما أراني أرزق إلا من دفي بكفي فأذن لي في الغناء في غير فاحشة، فقال له رسول الله : «لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة عين، كذبت يا عدو الله لقد رزقك الله حلالا طيبا فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله، ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك وفعلت، قم عني وتب إلى الله ﷿، أما إنك لو قلت بعد التقدمة إليك ضربتك ضربا وجيعا، وحلقت رأسك مثله ونفيتك من أهلك، وأحللت سلبك نهبة لفتيان المدينة، فقام عمرو وبه من الشر والخزى ما لا يعلمه إلا الله ﷿» فلما ولى قال رسول الله : «هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله ﷿ عريان لا يستتر (٣) بهدبة كلما قام صراع (٤).


(١) واسناده ضعيف كما في «المشكاة» ٣/ ٢٨.
(٢) لم أجده عن سهل بن سعد وانما عند الترمذي عن عمران بن حصين نحوه، وقال: حديث غريب. وعن ابي مالك الاشعري مرفوعا: «يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الارض ويجعل منهم القردة والخنازير» رواه ابن ماجه وابن حبان في «صحيحه».
(٣) الهدبة: جمعها هدب وهي خمل الثوب.
(٤) وفي الحديث يحيى بن العلاء قال في «التقريب»: رمي بالوضع.

<<  <   >  >>