للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

﴿عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ (لقمان: ٦).

أخبرنا عبد الله بن علي المقري، نا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، نا عمر بن أحمد بن عبد الرحمن الجمحي، ثنا منصور بن أبي الأسود عن أبي المهلب عن عبيد الله بن عمر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: «نهى رسول الله عن بيع المغنيات وعن التجارة فيهن وعن تعليمهن الغناء، وقال: ثمنهن حرام». وقال في هذا أو نحوه أو قال: شبهه نزلت علي ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (١). وقال: «ما من رجل يرفع عقيرة صوته للغناء الا بعث الله له شيطانين يرتدفانه، أعنى هذا من ذا الجانب وهذا من ذا الجانب ولا يزالان يضربان بأرجلهما في صدره حتى يكون هو الذي يسكت» وروت عائشة عن النبي أنه قال: «إن الله ﷿ حرم المغنية وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها، ثم قرأ ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ (٢). وروى عبد الرحمن بن عوف عن النبي أنه قال: «إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة وصوت عند مصيبة» (٣).

أخبرنا ظفر بن علي، نا أبو الحسن بن أحمد المقتدي، نا أبو نعيم الحافظ نا حبيب بن الحسن بن علي بن الوليد، ثنا محمد بن كليب، ثنا خلف بن خليفة، عن إبان المكتب عن محمد بن عبد الرحمن عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر، قال: «دخلت مع رسول الله فاذا ابنه


(١) وهو ايضا من رواية علي بن زيد، وقد رواه احمد والترمذي وابن ماجه عن أبي امامة بلفظ: لا تبيعوا الفتيات ولا تشتروهن، ولا تعلموهن، وثمنهن حرام، وفي مثل هذا نزلت … الآية. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعلي بن يزيد الراوي يضعف في الحديث.
(٢) لم أجد حديث عائشة هذا، وفي معناه حديث ابي امامة المتقدم.
(٣) رواه الترمذي عن جابر بلفظ: ان النبي اخذ بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به الى ابنه ابراهيم، فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي فوضعه في حجره فبكى، فقال له عبد الرحمن: أتبكي؟ أو لم تكن نهيت عن البكاء؟ فقال: لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان» الحديث. قال الترمذي: حسن. وروى البزار والضياء عن أنس مرفوعا: «صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة». قال المنذري والهيثمي رواته ثقات.

<<  <   >  >>