للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف : هذا حديث عمير بن مرداس

أخبرنا محمد بن أبي طاهر، نا الجوهري، نا أبو عمر بن حياة، نا أحمد ابن معروف، نا الحسن بن الفهم، ثنا محمد بن سعد، نا الفضل بن دكين، ثنا إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن أبي بردة، قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي فرأينها سيئة الهيئة، فقلن لها: مالك فما في قريش رجل أغنى من بعلك؟! قالت: مالنا منه شيء، أما ليلة فقائم، وأما نهاره فصائم. فدخلن إلى النبي فذكرن ذلك له فلقيه. فقال: «يا عثمان أمالك بي أسوة؟!» فقال: بأبي وأمي أنت وما ذاك؟ قال: «تصوم النهار وتقوم الليل»، قال: إني لأفعل، قال: «لا تفعل إن لعينك عليك حقا، وإن لجسدك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فصل ونم وصم وأفطر (١)».

قال ابن سعد: وأخبرنا عارم بن الفضل، ثنا حماد بن زيد، ثنا معاوية ابن عباس الحرمي، عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه. فبلغ ذلك النبي فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه، وقال: «يا عثمان إن الله ﷿ لم يبعثني بالرهبانية مرتين أو ثلاثا، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة (٢)».

أخبرنا محمد بن ناصر، نا محمد بن علي بن ميمون، نا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني، نا أبو بكر بن عبدان، نا محمد بن سهل، ثنا البخاري (٣) قال: قال موسى بن اسماعيل بن حماد بن زيد بن مسلم، ثنا معاوية بن قرة، عن كهمس الهلالي، قال: أسلمت وأتيت النبي فاخبرته باسلام. فمكثت حولا ثم أتيته وقد ضمرت ونحل جسم فخفض في البصر ثم صعده، قلت: أما تعرفني؟ قال: «ومن أنت؟» قلت: أنا كهمس الهلالي، قال: «فما بلغ بك ما أرى» قلت: ما أفطرت بعدك نهارا، ولا نمت ليلا. قال: «ومن أمرك أن تعذب نفسك صم شهر الصبر ومن كل شهر يوما» قلت: زدن قال: «صم شهر الصبر ومن كل شهر يومين». قلت: زدن قال: «صم شهر الصبر ومن كل شهر ثلاثة أيام».


(١) والحديث مرسل لان أبا بردة تابعي.
(٢) والحديث مرسل وفيه أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي. قال في «التقريب» كثير الارسال.
(٣) لم أجده في «صحيح البخاري» وفي الاسناد من لم أجد له ترجمة.

<<  <   >  >>