للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: قال أبو طاهر محمد بن على العلاف: قال: دخل أبو طالب المكي إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين (١) بن سالم فانتمى إلى مقالته، وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ فخلط في كلامه فحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوق أضر من الخالق. فبدعه (٢) الناس وهجروه فامتنع من الكلام على الناس بعد ذلك، قال الخطيب: وصنف أبو طالب المكي كتابا سماه «قوت القلوب» على لسان الصوفية وذكر فيه أشياء منكرة مستبشعة في الصفات.

قال المصنف: وجاء أبو نعيم الأصبهاني فصنف لهم كتاب «الحلية». وذكر في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة ولم يستحى أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وسادات الصحابة . فذكر عنهم فيه العجب، وذكر منهم شريحا القاضي والحسن البصري وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل. وكذلك ذكر السلمي في طبقات الصوفية الفضيل وإبراهيم بن أدهم ومعروفا الكرخي وجعلهم من الصوفية بأن أشار إلى أنهم من الزهاد.

ف التصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره. وصنف لهم عبد الكريم بن هوازن القشيري كتاب «الرسالة» فذكر فيها العجائب من الكلام في الفناء والبقاء والقبض والبسط والوقت والحال والوجد والوجود والجمع والتفرقة والصحو والسكر والذوق والشرب والمحو والإثبات والتجلي والمحاضرة والمكاشفة واللوائح والطوالع واللوامع والتكوين والتمكين والشريعة والحقيقة إلى غير ذلك من التخليط الذي ليس بشيء وتفسيره أعجب منه. وجاء محمد بن طاهر المقدسي فصنف لهم «صفوة التصوف فذكر فيه أشياء يستحي العاقل من ذكرها سنذكر منها ما يصلح ذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى.

وكان شيخنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ يقول: كان ابن طاهر يذهب مذهب الإباحة، قال: وصنف كتابا في جواز النظر الى المرد أورد فيه حكاية عن يحيى بن معين قال: رأيت جارية بمصر مليحة صلى الله عليها،


(١) في نسخة ابي الحسن.
(٢) نسبوه الى البدعة.

<<  <   >  >>