للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الحبس إلى أن يموت. وحرموا السمك الجرى (١). وذبائح أهل الكتاب واشترطوا في الذبح استقبال القبلة. في مسائل كثيرة يطول ذكرها خرقوا فيها الإجماع وسول لهم إبليس وضعها على وجه لا يستندون فيه إلى أثر ولا قياس. بل إلى الواقعات ومقابح الرافضة أكثر من أن تحصى. وقد حرموا الصلاة لكونهم لا يغسلون أرجلهم في الوضوء والجماعة لطلبهم إماما معصوما وابتلوا بسب الصحابة.

وفي «الصحيحين» عن رسول الله أنه قال: «لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد (٢) ذهبا ما أدرك مدا أحدهم ولا نصيفه (٣)». وقد أخبرنا محمد بن عبد الملك ويحيى بن علي قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن المسلمة، نا أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي، ثنا محمد بن عباد المكي، ثنا محمد بن طلحة المديني، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله : «إن الله اختارني واختار لي أصحابا، فجعل لي منهم وزراء وأنصارا وأصهارا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا (٤)».

قال المصنف: والمراد بالعدل الفريضة والصرف النافلة.

أخبرنا أبو البركات بن علي البزار، نا أبو بكر الطريثيثي، نا هبة الله بن الحسن الطبري، نا عبيد الله بن محمد بن أحمد، نا علي بن محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، ثنا أبي، ثنا الحسن بن عمارة، عن المنهال ابن عمرو، عن سويد بن غفلة، قال: مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر وينتقصونهما فدخلت على علي بن أبي طالب، فقلت: يا أمير المؤمنين مررت بنفر من أصحابك يذكرون أبا بكر وعمر رضي الله


(١) الجري أو الجريث: نوع من السمك النهري الطويل المعروف بالحنكيس، ويدعونه في مصر: ثعبان الماء.
(٢) أي جبل أحد وهو في المدينة المنورة.
(٣) أي لو أنفق أحدكم مثل الطود العظيم ذهبا ما وصل من الفضيلة والمثوبة مثوبة أو انفق أحدهم من مد طعام ولا نصفه والحديث رواه الجماعة.
(٤) وفيه عبد الرحمن بن سالم وهو مجهول كما قال في «التقريب» والراوي عنه محمد بن طلحة صدوق يخطيء.

<<  <   >  >>