للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(البقرة: ٨٠) وهي الايام التي عبد فيها أعجل. وفضائحهم كثيرة ثم حملهم إبليس على العناد المحض فجحدوا ما كان في كتابهم من صفة نبينا وغيروا ذلك وقد أمروا أن يؤمنوا به ورضوا بعذاب الآخرة، فعلمائهم عاندوا وجهالهم قلدوا. ثم العجب أنهم غيروا ما أمروا به وحرفوا ودانوا بما يريدون فأين العبودية ممن يترك الأمر ويعمل بالهوى؟ ثم أنهم كانوا يخالفون موسى ويعيبونه حتى قالوا: أنه آدر (١)، واتهموه بقتل هارون واتهموا داود بزوجة «أوريا».

أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار، نا الحسن بن علي الجوهري، نا أبو عمر بن حياة، نا ابن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن سعد، نا علي بن محمد، عن علي بن مجاهد (٢)، عن محمد بن إسحاق، عن سالم مولى عبد الله بن مطيع، عن أبي هريرة قال: أتى رسول الله بيت المدراس (٣) فقال: «أخرجوا إلي أعلمكم، فخرج إليه عبد الله بن صوريا فخلا به، فناشده الله بدينه وبما أنعم الله عليهم وأطعمهم من المن والسلوى وظللهم به من الغمام أتعلمون أني رسول الله، قال: اللهم نعم، وأن القوم ليعرفون ما أعرف وإن صفتك ونعتك لمبين في التوراة ولكنهم حسدوك. قال: فما يمنعك أنت؟ قال: أكره خلاف قومي، وعسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم.»

أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: ثنا يعقوب قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني صالح بن عبد الرحمن بن عوف، عن محمود بن لبيد، عن سلمة بن سلامة بن وقش. قال: كان لنا جار من اليهود في بني عبد الأشهل فخرج علينا يوما، من بيته قبل مبعث النبي حتى وقف على مجلس بني عبد الأشهل. قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيهم سنا علي بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، فقال ذلك لقوم أهل شرك وأصحاب أوثان لا يرون بعثا كائنا بعد الموت فقالوا له: ويحك يا فلان أترى هذا كائنا ان الناس يبعثون بعد موتهم الى


(١) الادر: منتفخ الخصية، وهو عيب بالفحولية.
(٢) وعلي بن مجاهد متروك كما قال الحافظ في «التقريب»
(٣) المدراس: كنيسة اليهود، وجمعه مداريس.

<<  <   >  >>