للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال هشام: وحدثني أبي (١) عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة فلما افتتح رسول الله مكة بعث خالد بن الوليد، فقال: ائت بطن نخلة فإنك تجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى فأتاها فعضدها. فلما جاء إيه قال: هل رأيت شيئا قال: لا. قال: فاعضد الثانية فأتاها فعضدها. ثم أتى النبي . فقال: هل رأيت شيئا، قال: لا. قال: فاعضد الثالثة، فأتاها فإذا هو بجنية نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها تصر بأنيابها، وخلفها ديبة السلمي وكان سادنها. فقال خالد:

يا عز كفرانك لا سبحانك … إني رأيت الله قد أهانك

ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حممة (٢)، ثم عضد الشجرة وقتل ديبة السادن ثم أتى النبي فأخبره، فقال: «تلك العزى ولا عزى بعدها للعرب».

قال هشام: وكان لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وأعظمها عندهم هبل. وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك فجعلوا له يدا من ذهب. وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وكان في جوف الكعبة، وكان قدامه سبعة أقداح (٣) مكتوب في أحدها صريح، وفي الآخر ملصق فاذا شكوا في مولود أهدوا له هدية ثم ضربوا بالقداح فإن خرج صريح ألحقوه وإن خرج ملصقا دفعوه وكانوا إذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفرا أو عملا أتوه فاستقسموا بالقداح عنده. وهو الذي قال له أبو سفيان يوم أحد: أعل هبل أي علا دينك فقال رسول الله لأصحابه: «ألا تجيبونه» (٤).

فقالوا: وما نقول؟: قال: قولوا: الله أعلى وأجل».


(١) وهذا الاسناد ضعيف بسبب هشام وأبيه وقد مر أنهما متروكان.
(٢) الحممة بضم الحاء وفتح الميمين جمعها حمم الرماد وكل ما احترق من النار.
(٣) القدح بكسر القاف: السهم والجمع أقدح وقداح وأقداح وقدحان.
(٤) وهو حديث صحيح رواه أحمد والحاكم وصححه من حديث ابن عباس.

<<  <   >  >>