للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن جريانهم مع العادات كثرة الإيمان الحانثة التي أكثرها ظهار (١) وهم لا يعلمون، فأكثرهم قولهم في الايمان: حرام على ان بعث. ومن عاداتهم لبس الحرير والتختم بالذهب، وربما تورع أحدهم عن لبس الحرير ثم لبسه في وقت كالخطيب يوم الجمعة.

ومن عاداتهم إهمال إنكار المنكر حتى أن الرجل يرى أخاه أو قريبه يشرب الخمر ويلبس الحرير فلا ينكر عليه ولا يتغير، بل يخالطه مخالطة حبيب.

ومن عاداتهم أن يبني الرجل على باب داره مصطبة يضيق بها طريق المارة، وقد يجتمع على باب داره ماء مطر ويكثر فيجب عليه إزالته، وقد أثم بكونه كان سببا لأذى المسلمين.

ومن عاداتهم دخول الحمام بلا مئزر، وفيهم من إذا دخل بمئزر رمى به على فخذيه فيرى جوانب اليتيه، ويسلم نفسه إلى المدلك فيرى بعض عورته، ويمسها بيده لأن العورة من السرة إلى الركبة، ثم ينظر هؤلاء إلى عورات الناس ولا يكاد يغض ولا ينكر.

ومن عاداتهم ترك القيام بحق الزوجة، وربما اضطروها إلى أن تسقط مهرها، ويظن الزوج أنه قد تخلص بما قد اسقطته عنه.

وقد يميل الرجل إلى إحدى زوجتيه دون الأخرى فيجوز في القسم (٢) متهاونا بذلك، ظنا أن الأمر فيه قريب. فقد روى أبو هريرة ، عن النبي أنه قال: «من كانت له امرأتان يميل إلى احداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة يجر احدى شقيه ساقطا أو مائلا (٣)».


(١) الظهار: ان يقول الشخص لامرأته: أنت علي كظهر أمي.
(٢) ا ي يفضل زوجة اخرى فيقسم لها اكثر من زميلتها.
(٣) رواه اصحاب السنن ولفظه: «من كانت له امرأتان يميل مع احداهما على الاخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط». قال الترمذي: لا نعرفه مرفوعا الا من حديث همام بن يحيى ورواه هشام الدستوائي عن قتادة قال: كان يقال. ا هـ. قلت: وهمام بن يحيى قال عنه الحافظ في «التقريب»: ثقة ربما وهم. وقال الترمذي في «العلل الكبرى»: سألت محمدا - أي البخاري - عن هذا الحديث، فقال: رواه حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا. (كذا في «نصب الراية» ٣/ ٢١٤)

<<  <   >  >>