للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت: وجدت أقواما ما رأيت خيرا منهم، يذكرون الله ﷿ فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله ﷿ فقعدت معهم، قال: لا تقعد معهم بعدها، فرآني كأني لم يأخذ (١) ذلك في، فقال: رأيت رسول الله يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلوان القرآن ولا يصيبهم هذا، أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر، فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم

أخبرنا محمد بن عبد الباقي، نا حمد بن أحمد، نا أبو نعيم الحافظ، نا محمد بن أحمد في كتابه، ثنا محمد بن أيوب، ثنا حفص بن عمر النميري، ثنا حماد بن زيد، ثنا عمرو بن مالك، قال: بينا نحن عند أبي الجوزاء يحدثنا اذ خر رجل فاضطرب، فوتب أبو الجوزاء يسعى قبله فقيل له: يا أبا الجوزاء انه رجل به الموتة (٢)، فقال: إنما كنت أراه من هؤلاء القفازين ولو كان منهم لأمرت به فأخرج من المسجد، إنما ذكرهم الله تعالى فقال: ﴿أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ من الدمع﴾ (المائدة: ٨٣) أو قال: «تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم» (الزمر: ٢٣)

أخبرنا أبو محمد بن علي المقري، نا أحمد بن بندار بن إبراهيم، نا محمد ابن عمر بن بكير النجار، نا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، ثنا أبو عمر حفص بن عمر الضرير، نا حماد بن زيد بن عمر ابن مالك البكري، قال: قرأ قارئ عند أبي الجوزاء، قال: فصاح رجل من أخريات القوم - أو قال من القوم - فقام إليه أبو الجوزاء فقيل له: يا أبا الجوزاء انه رجل به شيء فقال: طبيب انه من هؤلاء القفازين فلو كان منهم لوضعت رجلي على عنقه.

وقال أبو عمر أخبرنا جرير بن حازم، انه شهد محمد بن سيرين وقيل له ان ها هنا رجالا إذا قرئ على أحدهم القرآن غشي عليه، فقال محمد بن سيرين: يقعد أحدهم على جدار ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره فإن وقع فهو صادق. قال أبو عمرو: وكان محمد بن سيرين يذهب الى أن هذا تصنع وليس بحق من قلوبهم.

أخبرنا محمد بن عبد الباقي، ثنا حمد بن أحمد، نا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو محمد بن حبان، ثنا محمد بن العباس، ثنا زياد عن يحيى عن عمران ابن عبد العزيز، قال: سمعت محمد بن سيرين وسئل عمن يستمع


(١) أخذ فيه الشيء: أثر فيه
(٢) الموتة: الصرع يعتري الانسان

<<  <   >  >>