للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائشة ، قالت: كانت عندنا جارية يتيمة من الأنصار فزوجناها رجلا من الأنصار فكنت فيمن أهداها إلى زوجها، فقال رسول الله : يا عائشة إن الأنصار أناس فيهم غزل: فما قلتم؟ قالت: دعونا بالبركة. قال: أفلا قلتم:

أتيناكم أتيناكم … فحيونا نحييكم

ولولا الذهب الاحمر … ما حلت بواديكم

ولولا الحبة السمرا … لم تسمن عذاريكم (١)

أخبرنا أبو الحصين، نا ابن المذهب، نا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، ثني أبي، ثنا أسود بن عامر، نا أبو بكر، عن أجلح، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله ، قال: قال رسول الله لعائشة : أهديتم الجارية إلى بيتها قالت: نعم، قال: فهلا بعثتم معها من يغنيهم يقول:

أتيناكم أتيناكم … فحيونا نحييكم

فإن الأنصار قوم فيهم غزل (٢)

قال المصنف : فقد بان بما ذكرنا ما كانوا يغنون به وليس مما يطرب ولا كانت دفوفهن على ما يعرف اليوم. ومن ذلك أشعار ينشدها المتزهدون بتطريب وتلحين تزعج القلوب إلى ذكر الآخرة ويسمونها الزهديات كقول بعضهم:

يا غاديا في غفلة ورائحا … إلى متى تستحسن القبائحا

وكم إلى كم لا تخاف موقفا … يستنطق الله به الجوارحا

يا عجبا منك وأنت مبصر … كيف تجنبت الطريق الواضحا

فهذا مباح أيضا وإلى مثله أشار أحمد بن حنبل في الإباحة فيما أنبأنا به ابو العزيز كاوس، نا المظفر بن الحسن الهمداني، نا أبو بكر بن لال، ثنا


(١) وفيه أبو عقل يحيى بن المتوكل المدني. قال في «التقريب»: ضعيف، لكن روى البخاري وأحمد عن عائشة: «أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال النبي : يا عائشة ما كان معكم من لهو فان الانصار يعجبهم اللهو».
(٢) وفيه ابو الزبير، صدوق الا انه يدلس، وقد عنعنه، وأجلح مختلف فيه كما قال في «الزوائد».

<<  <   >  >>