للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دراهم في ثلاث سنين. أخبرنا أبو بكر بن حبيب العامري، نا أبو سعد بن أبي صادق، نا ابن باكويه، ثني أبو الفرج بن حمزة التكريتي، ثني أبو عبد الله الحصري، قال: سمعت أبا جعفر الحداد يقول: أشرف علي أبو تراب يوما وأنا على بركة ماء ولى ستة عشر يوما لم آكل ولم أشرب فيها ماء، فقال ما جلوسك ها هنا، فقلت: أنا بين العلم واليقين وأنا أنظر من يغلب فأكون معه، فقال: سيكون لك شأن. أخبرنا أبو بكر بن حبيب، نا ابن أبي صادق، ثنا ابن باكويه، نا عبد العزيز بن الفضل، ثنا علي بن عبد الله العمري، ثنا محمد بن فليح، ثني إبراهيم بن البنا البغدادي، قال: صحبت ذا النون من أخميم إلى الإسكندرية فلما كان وقت إفطاره أخرجت قرصا وملحا كان معي، وقلت: هلم، فقال لي: ملحك مدقوق، قلت: نعم، قال: لست تفلح فنظرت إلى مزوده، فإذا فيه قليل سويق (١) شعير يستف (٢) منه.

أخبرنا ابن ظفر، نا ابن السراج، نا عبد العزيز بن علي الأزجي، نا ابن جهضم، ثنا محمد بن عيسى بن هارون الدقاق، ثنا أحمد بن أنس، ثنا ابن أبي الحوارى، قال: سمعت أبا سليمان يقول: الزبد بالعسل إسراف. قال ابن جهضم: وحدثنا محمد بن يوسف البصري، قال: سمعت أبا سعيد صاحب سهل يقول: بلغ أبا عبد الله الزبيري وزكريا الساجي وابن أبي أوفى، أن سهل بن عبد الله يقول: أنا حجة الله على الخلق، فاجتمعوا عنده فأقبل عليه الزبيري فقال له: بلغنا أنك قلت أنا حجة الله على الخلق - فبماذا، أنبي أنت؟ أصديق أنت؟ قال سهل: لم أذهب حيث تظن ولكن انما قلت هذا لاخذى الحلال، فتعالوا كلكم حتى نصحح الحلال، قالوا: فأنت، قد صححته، قال: نعم، قال: وكيف؟ قال سهل: قسمت عقل ومعرفتي وقوتي على سبعة أجزاء، فأتركه حتى يذهب منها ستة أجزاء ويبقى جزء واحد، فإذا خفت أن يذهب ذلك الجزء ويتلف معه نفس خفت أن أكون قد اغتت عليها وقتلتها دفعت إليها من البلغة (٣) ما يرد الستة الأجزاء.

أخبرنا ابن حبيب، نا ابن أبي صادق، نا ابن باكويه، قال: أخبرني أبو عبد الله بن مفلح، قال: أخبرني أبي أخبرني أبو عبد الله بن زيد (٤).


(١) السويق: الناعم من دقيق الحنطة والشعير.
(٢) استف السويق: أخذه غير ملتوت.
(٣) البلغة: ما يكفي من العيش ولا يفضل.
(٤) في نسخة: «ابن وتد».

<<  <   >  >>