للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا محمد بن ناصر، نا أحمد بن أحمد، نا أحمد بن عبد الله الأصفهاني، ثنا إسماعيل بن أحمد، نا عبد الله بن محمد، ثنا سعيد الكريري، قال: مرض سليمان التيمي فبكى في مرضه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك؟ أتجزع من الموت؟ قال: «لا ولكني مررت على قدري (١) فسلمت عليه فأخاف أن يحاسبني ربي عليه».

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ويحيى بن علي، قالا: أخبرنا: أبو محمد الصريفيني، نا أبو بكر بن عبدان، نا محمد بن الحسين البائع، ثنى أبي، ثنا محمد بن بكر، قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: «من جلس إلى صاحب بدعة فاحذروه».

أخبرنا ابن عبد الباقي، نا أحمد بن أحمد، نا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن النضر، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: «من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه».

أخبرنا محمد بن عبد الباقي، نا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن علي، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل يقول: «إذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق آخر، ولا يرفع لصاحب البدعة إلى الله ﷿ عمل، ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام».

وسمعت رجلا يقول للفضيل: «من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها». فقال له الفضيل: «من زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، وإذا علم الله ﷿ من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له سيئاته».

قال المصنف: وقد روي بعض هذا الكلام مرفوعا وعن عائشة قالت: قال رسول الله : «من وقر صاحب بدعة فقد


(١) القدرية هم المكذبون بالقدر ويقولون ان الله لم يقدر الكتابة والاعمال في الازل ولم يتقدم علمه بها وانما يأتنفها علما حال وقوعها. فهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه ولا من يدخل الجنة ممن يدخل النار حتى فعلوا ذلك فعلمه بعدما فعلوه. ومن القدرية فرقة تقر بالعالم الالهي ولكنها تزعم أن أفعال العباد مقدورة لهم وواقعة منهم على وجه الاستقلال. وهذه الفرقة ضلالها اخف لانها نفت ان يكون الله خالقا لافعال عباده.

<<  <   >  >>