للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بألف، ولكنه كان يصلي بها. قال ابن سعد: وأخبرنا عفان، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب عن محمد بن سيرين أن تميما الداري، اشترى حلة بألف درهم وكان يقوم فيها بالليل إلى صلاته. قال: وحدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، أن تميما الداري كانت له حلة قد ابتاعها بألف، كان يلبسها الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر. وأخبرنا الفضل بن دكين، ثنا همام عن قتادة أن ابن سيرين أخبره أن تميما الداري اشترى رداء بألف فكان يصلي بأصحابه فيه.

قال المصنف : قلت: وقد كان ابن مسعود من أجود الناس ثوبا وأطيبهم ريحا. وكان الحسن البصري يلبس الثياب الجياد. قال كلثوم بن جوشن، خرج الحسن وعليه جبة يمنية ورداء يمني فنظر إليه فرقد، فقال: يا أستاذ لا ينبغي لمثلك أن يكون هكذا، فقال الحسن: يا ابن أم مرقد، أما علمت أن أكثر أصحاب النار أصحاب الاكسية. وكان مالك ابن أنس يلبس الثياب العدنية الجياد وكان ثوب أحمد بن حنبل يشترى نحو الدينار، وقد كانوا يؤثرون البذاذة (١) إلى حد، وربما لبسوا خلقان الثياب في بيوتهم فإذا خرجوا تجملوا ولبسوا مالا يشتهرون به من الدون ولا من الأعلى.

أخبرنا احمد بن منصور الهمدان، نا أبو علي أحمد بن سعد علي العجلي ثنا أبو ثابت هجير بن منصور بن علي الصوفي إجازة، نا أبو محمد جعفر ابن محمد بن الحسين بن إسماعيل الصوفي، ثنا ابن روزبه، ثنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم الحراني، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن خلف، ثنا عيسى بن حازم. قال: كان لباس إبراهيم بن أدهم كتانا قطنا فروة لم أر عليه ثياب صوف ولا ثياب شهرة. أخبرنا محمد بن أبي القاسم، تا حمد بن أحمد، نا أبو نعيم أحمد ابن عبد الله، قال: سمعت محمد بن إبراهيم يقول: سمعت محمد بن ريان يقول: رأى علي ذو النون خفا أحمر فقال: انزع هذا يا بني فإنه شهرة ما لبسه رسول الله إنما لبس النبي خفين أسودين ساذجين (٢).


(١) البذاذة: رثاثة الهيئة.
(٢) رواه الترمذي في «الشمائل» عن بريدة «أن النجاشي أهدى للنبي خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما»، والساذج: الخالص في السواد.

<<  <   >  >>