نا ابن باكويه، ني عبد الواحد بن بكر، ثنا علي بن أبي عثمان بن زهير، ثنا عثمان بن أحمد، ثنا الحسن بن عمرو، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخل علي الموصلي على المعافي وعليه جبة صوف فقال له: ما هذه الشهرة يا أبا الحسن؟ فقال: يا أبا مسعود أخرج أنا وأنت فانظر أينا أشهر، فقال له المعافي: ليس شهرة البدن كشهرة اللباس.
أخبرنا اسماعيل بن أبي بكر المقرى، نا طاهر بن أحمد، نا علي بن محمد ابن بشران، نا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا الحسن بن عمرو، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخل بديل على أيوب السختياني وقد مد على فراشه سبنية (١) حمراء تدفع التراب، فقال له بديل: ما هذا؟ فقال أيوب: هذا خير من الصوف الذي عليك. أخبرنا أبو بكر بن حبيب، نا أبو سعد بن أبي صادق، قال: أخبرنا أبو عبد الله بن باكويه، ثنا علان بن أحمد، ثنا حبيب ابن الحسن، ثنا الفضل ابن أحمد، ثنا محمد بن يسار، قال: سمعت بشر ابن الحارث وسئل عن لبس الصوف، فشق عليه وتبين الكراهة في وجهه ثم قال: لبس الخز والمعصفر أحب إلي من لبس الصوف في الأمصار. أخبرنا يحيى بن ثابت بن بندار، قال: أخبرنا أبي، نا الحسين بن علي الطناجيري، نا أحمد بن منصور البرسري، ثنا محمد بن مخلد ثنا أحمد بن منصور، ثني يزيد السقا رفيق محمد بن إدريس الأنباري، قال: رأيت فتى عليه مسوح، قال: فقلت له: من لبس هذا من العلماء؟ من فعل هذا من العلماء؟ قال: قد رآني بشر بن الحارث فلم ينكر علي، قال يزيد فذهبت إلى بشر، فقلت له: يا أبا نصر رأيت فلانا عليه جبة مسوح فأنكرت عليه فقال: قد رآني أبو نصر فلم ينكر علي، قال: فقال لى بشر: لم يستشرني يا أبا خالد لو قلت له لقال لى: لبس فلان، ولبس فلان.
أخبرنا حمد بن منصور الهمداني، نا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي، نا أبو ثابت هجير بن منصور بن علي الصوفي إجازة، نا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين بن إسماعيل الصوفي، ثنا ابن روزبه، ثنا عبد الله بن أحمد بن نصر القنطري، ثنا إبراهيم بن محمد الإمام، ثنا هشام بن خالد، قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول لرجل لبس الصوف: إنك قد أظهرت آلة الزاهدين، فماذا أورثك هذا الصوف، فسكت الرجل، فقال له: يكون ظاهرك قطنيا، وباطنك صوفيا. أخبرنا يحيى بن على المدبر، نا
(١) في نسخة: «سبنية حمراء تدافع الرياء»، والسبنية: ازر النساء.