للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متقولا عليه (١).

وبإسناد عن علي بن المحسن القاضي، عن أبي القاسم إسماعيل بن محمد ابن زنجي، عن أبيه ان بنت السمري أُدخلت على حامد الوزير، فسألها عن الحلاج، فقالت: حملني أبي إليه، فقال: قد زوجتك من ابني سليمان وهو مقيم بنيسابور فمتى جرى شيء تنكرينه من جهته فصومي يومك، واصعدي في آخر النهار إلى السطح وقومي على الرماد واجعلي فطرك عليه وعلى ملح جريش، واستقبليني بوجهك واذكري لي ما أنكرتيه منه فاني أسمع وأرى، قالت: وكنت ليلة نائمة في السطح فأحسست به قد غشيني فانتبهت مذعورة لما كان منه، فقال: إنما جئتك لأوقظك للصلاة. فلما نزلنا قالت ابنته: اسجدي له … فقلت: أو يسجد أحد لغير الله؟ فسمع كلامي، فقال: نعم إله في السماء وإله في الأرض.

قال المصنف: اتفق علماء العصر على إباحة دم الحلاج، فأول من قال: إنه حلال الدم أبو عمرو القاضي ووافقه العلماء. وإنما سكت عنه أبو العباس سريج، قال: وقال: لا أدري ما يقول. والإجماع دليل معصوم من الخطأ.

وبإسناد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إن الله أجاركم أن تجتمعوا على ضلالة كلكم (٢)». وبإسناد عن أبي القاسم يوسف بن يعقوب النعماني قال: سمعت والدي يقول: سمعت أبا بكر محمد ابن داود الفقيه الأصبهاني يقول: إن كان ما أنزل الله ﷿ على نبيه حقا فما يقول الحلاج باطل، وكان شديدا عليه.

قال المصنف: وقد تعصب للحلاج جماعة من الصوفية جهلا منهم وقلة مبالاة بإجماع الفقهاء.

وبإسناد عن محمد بن الحسين النيسابوري، قال: سمعت ابراهيم بن محمد النصر ابادي كان يقول: إن كان بعد النبيين والصديقين موحد فهو الحلاج، قلت: وعلى هذا أكثر قصاص زماننا وصوفية وقتنا جهلا من الكل بالشرع وبعدا عن معرفة النقل. وقد جمعت في أخبار الحلاج كتابا بينت فيه حيله ومخاريقه وما قال العلماء فيه، والله المعين على قمع الجهال.


(١) أي مكذوبا عليه.
(٢) لم أجده عن أبي هريرة، وانما روى أبو داود عن أبي مالك الاشعري قال، قال رسول الله : «ان الله ﷿ أجاركم من ثلاث فذكره. وفي سنده انقطاع.

<<  <   >  >>