ومنهم أقوام قالوا: الامامة في موسى بن جعفر ثم في ابنه علي ثم الى محمد بن علي ثم الى علي بن محمد ثم الى الحسن بن محمد العسكري ثم الى ابنه محمد وهو الامام الثاني عشر الامام المنتظر الذي يزعمون أنه لم يمت وأنه سيرجع في آخر الزمان فيملا الارض عدلا. وكان أبو منصور العجلي يقول بانتظار محمد بن علي الباقر ويدعي أنه خليفة وانه عرج به الى السماء فمسح الرب بيده على رأسه، وزعم انه الكسف الساقط من السماء. وكانت طائفة من الرافضة يقال لها: الجناحية وهم أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين يقولون: إن روح الإله دارت في أصلاب الأنبياء والأولياء إلى أن انتهى إلى عبد الله، وأنه لم يمت، وهو المنتظر، ومنهم طائفة يقال لها: الغرابية يثبتون شركة علي في النبوة. وطائفة يقال لها المفوضة يقولون: إن الله ﷿ خلق محمدا ثم فوض خلق العالم إليه. وطائفة يقال لها الذمامية يذمون جبريل ويقولون: كان مأمورا بالنزول على علي فنزل على محمد. ومنهم من يقول: أن أبا بكر ظلم فاطمة ميراثها.
وقد روينا عن السفاح أنه خطب يوما، فقال رجل من آل علي ﵁، قال: أنا من أولاد علي ﵁، فقال: يا أمير المؤمنين أعدني على من ظلمني، قال: ومن ظلمك، قال: أنا من أولاد علي ﵁، والذي ظلمني أبو بكر ﵁ حين أخذ فدك من فاطمة، قال: ودام على ظلمكم؟ قال: نعم، قال: ومن قام بعده، قال: عمر ﵁، قال: ودام على ظلمكم؟ قال: نعم، قال: ومن قام بعده، قال عثمان ﵁، قال: ودام على ظلمكم؟ قال: نعم، قال: ومن قام بعده فجعل يلتفت كذا وكذا ينظر مكانا يهرب إليه.
قال ابن عقيل: الظاهر أن من وضع مذهب الرافضة قصد الطعن في أصل الدين والنبوة، وذلك أن الذي جاء به رسول الله ﷺ أمر غائب عنا، وإنما نثق في ذلك بنقل السلف وجودة نظر الناظرين إلى ذلك منهم. فكأننا نظرنا إذ نظر لنا من نثق بدينه وعقله، فإذا قال قائل: أنهم أول ما بدأوا بعد موته بظلم أهل بيته في الخلافة وابنته في إرثها وما هذا إلا لسوء اعتقاد في المتوفى. فان الاعتقادات الصحيحة سيما في الأنبياء توجب حفظ قوانينهم بعدهم لا سيما في أهليهم وذريتهم. فإذا قالت الرافضة: أن القوم استحلوا هذا بعده خابت آمالنا في الشرع، لأنه ليس بيننا وبينه إلا النقل عنهم والثقة بهم. فإذا كان هذا محصول ما حصل لهم بعد موته خبنا في المنقول، وزالت ثقتنا فيما عولنا عليه من اتباع ذوى العقول، ولم نأمن أن