للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المملكة بعد أن كانت قد انحطت حرمة الترك بسبب ما تقدم من العرب فى حق العسكر من القتل والنهب، وهذه الواقعة بقرب مما جرى فى أيام الظاهر برقوق مع بدر بن سلام من عربان البحيرة وذلك فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وقد تقدم ذلك فى أول التاريخ فكان القال بالمنطق فيما قتله فى أمر العرب.

ولما كان يوم الثلاثاء حادى عشرين ذى الحجة وذلك بعد العصر الموافق الخامس يوم من مسرى وكانت زيادته فى هذه السنة أمرا عظيما فإنه زاد فى ثالث يوم من مسرى ثلاثين إصبعا وفى رابع يوم منها أربعين أصبعا وفى خامس يوم منها عشرين إصبعا فأوفى فى خامس مسرى وكسر فى يوم السادس منها الموافق الحادى عشرين ذى الحجة وهو يوم الثلاثاء. فلما أوفى النيل رسم السلطان للمقر السيفى طومان باى الدوادار الكبير بكسر السد فتوجه إلى المقياس وخلق العامود ونزل فى الحراقة وتوجه إلى السد وكسره، وكان له موكب عظيم وفرق فى ذلك اليوم على الناس وهو فى الحراقة نحو مائة فجمع حلوى ومشنات فاكهة، وأظهر من العظمة أمرا عظيما.

وسبب توجهه إلى كسر السد أن الأتابكى أزبك كان قد توفى ولم يستقر بمصر أتابك وكان أكثر الأمراء غائبين فى التجريدة ولم يكن فى مصر أكبر من الأمير طومان باى الدوادار فكسر السد فى تلك السنة.

[ثم دخلت سنة خمس وتسعمائة]

فيها: أخلع السلطان على الأمير قانصوه اليحياوى واستقر به نائب صفد وأصله من مماليك الأشرفى يحيى بن يشبك الفقيه الدوادار.

وفيها فى ثامن المحرم: قبض السلطان على القاضى علاى الدين بن الصابونى ناظر الخاص وأقام فى الترسيم مدة ثم استقر القاضى شهاب الدين بن الرملى فى نظارة الخاص عوضا عن ابن الصابونى وذلك فى يوم الخميس ثامنه.

وفيها: دخل العسكر الذى كان توجه بسبب قتال الأمير آقبردى دوادار ثم شاعت الأخبار بأن الأمير آقبردى توفى إلى رحمة الله تعالى، وكان العسكر لما دخل إلى حلب قلق بسبب الغلاء الذى وقع فى حلب لما كان الأمير آقبردى محاصرا لها فصار العسكر يقصدون الصلح مع الأمير آقبردى فمشى فى ذلك الأمير قصروه نائب حلب وجماعة من الأمراء، وكان الأمير آقبردى مقيما بالمرعش عند على دولات أخو سوار فقيل إن الأمير قانباى الرماح

<<  <   >  >>