فيها: توجه السلطان إلى البلاد الشامية لتفقد الأحوال، فوصل إلى حصن المرقب فحاصره مدة ثمانية وثلاثين يوما ثم أخذه بالأمان ورجع إلى الديار المصرية.
[ثم دخلت أربع وثمانون وستمائة]
فيها: جدد الأمير طرنطاى نائب السلطنة بالديار المصرية إلى حصار سنقر الأشقر الذى تسلطن بدمشق وقد تقدم ذلك. فلما وصل الأمير طرنطاى إلى صهيون وحاصره أشد الحصار فطلب سنقر الأشقر منه الأمان، وأرسل يسأل فى الاجتماع بالأمير طرنطاى النائب فأجابه إلى ذلك، فنزل إليه سنقر الأشقر وتحالفا.
فلما وثق سنقر بما حلفه الأمير طرنطاى النائب، فأخذ سنقر عياله وأولاده وتوجه صحبة الأمير طرنطاى إلى الديار المصرية فلما وصل إلى القاهرة ونزل عند مسجد التين، خرج الملك المنصور قلاوون إلى تلقيه. فلما وقعت عين السلطان على سنقر الأشقر، ترجل له سنقر الأشقر عن فرسه وهو محلول الوسط بلا سيف، فعندما قرب منه ترجل له السلطان عن فرسه ومشى له خطوات وتعانقا ثم ركبا وصار عن يمين السلطان حتى طلعا إلى القلعة، ثم نزل سنقر إلى مكان قد عد له بعدما أخلع عليه خلعة سنية وأنعم بأشياء كثيرة.
[واستمر الأمر ساكنا سنة سبع وثمانين وستمائة]
فيها: قبض السلطان على مملوكه علم الدين سنجر الشجاعى وكان السلطان استقر به وزيرا. فلما قبض عليه بمصر واستصفى أمواله وأخذ منه نحو خمسة وستين ألف دينار خارجا عما وجد له من البرك والقماش، ثم استقر بعده فى الوزارة الأمير بيدرا وهو ثانى الوزراء من الترك فى دولته.
[ثم دخلت سنة ثمان وثمانون وستمائة]
فيها: توعك والد السلطان الملك المنصور قلاوون وكان اسمه على وكان السلطان قلاوون نزل له عن الملك والسلطنة فى أيام حياته وتلقب بالملك الصالح. وسبب ذلك أن السلطان قلاوون كان كثير الأسفار فى التجاريد وقتال التتار فجعل ولده على نائبه فى السلطنة إذا غاب عن مصر فيكون عوضه فى أمور أحوال المملكة، وكان يخطب باسمهما على المنابر ويجلس فى المواكب عن يمين والده قلاوون