للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان يوم الخميس خامس عشرين من رجب أحضروا ابن عرام من السجن إلى باب القلعة فتسلمه حاجب الحجاب وعراه وضربه بالمقارع ستة وثمانين شيبا ثم أحضروا له حملا ولعنه وسمروه عليه وأنزلوه من القلعة إلى سوق الخيل فأوقفوه قدام باب السلسلة ساعة فجاء مماليك بركة فقطعوه بالسيوف فقطع بعضهم رأسه وقطع بعضهم فخذه وقطع بعضهم أذنه، وقيل إنه شواها وأكلها، وبقى لكل واحد يشتفى منه حسبما يختاره ثم طافوا برأسه وعلقوه على باب زويلة ثم جمعوا ما بقى من جسده ودفنوه فى مدرسته التى أنشأها بالقرب من قنطرة أمير حسين وفى ذلك يقول شهاب الدين بن العطار المصرى.

بدت أجزا ابن عرام خليل … مقطعة من الضرب التقيل

وأبدت أبحر الشعر المراثى … محررة بتقطيع الخليل

وكان ابن عرام قبل موته كتب له تاريخا وذكر فيه وقائع أحواله فلما جرى له ذلك قال فيه بعض الشعراء.

يا ابن عرام قد سمرت مشتهرا … وصار ذلك مكتوبا ومحسوبا

ما زلت تجهد فى التاريخ تكتبه … حتى رأيناك فى التاريخ مكتوبا

[ثم دخلت سنة اثنتا وثمانون وسبعمائة]

ففى أواخرها فى ثامن ذى الحجة. وصل للديار المصرية السيفى انص وقيل يدعى أنس بالسين العثمانى والد الأتابكى برقوق فخرج إلى تلقيه وخرج صحبته سائر الأمراء من الأكابر والأصاغر فتلقاه من العلرشة وهو المكان الذى التقا فيه يوسف مع أبيه يعقوب فلما التقى برقوق مع أبيه تعانقا وتباكيا وركبا ودخلا إلى سرياقوس ومد هناك سماطا عظيما. فلما مضى أمر السماط فتوجها إلى القاهرة فى موكب عظيم ومعه سائر الأمراء وأرباب الوظائف حتى قضاة القضاة الأربعة، وشق من القاهرة وزينت له وطلع إلى القلعة وأنعم الأتابكى برقوق على والده أنس بأمرية أربعين فأقام مدة على ذلك ثم بقى مقدم ألف ودام إلى أن مات فى أيام ابنه برقوق ودفن فى المدرسة البرقوقية التى بين القصرين.

[ثم دخلت سنة ثلاث وثمانون وسبعمائة]

فيها: فى يوم الأحد ثالث عشرين شهر صفر توفى السلطان الملك المنصور على بن الملك الأشرف شعبان بن الأمجد حسين بن الناصر محمد بن قلاوون وقيل إنه مات بالجدرى

<<  <   >  >>