للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أعجب الدهر فى تقلبه … والدهر لا تنقضى عجائبه

وكم رأينا فى الدهر من أسد … بالت على رأسه ثعالبه

وكان الأمير يشبك الدوادار أميرا مليا مهابا عسوفا وقد حصل للناس الضرر الشامل لما تولى الوزارة وقطع لحوم الأيتام والأرامل التى كانت مرتبة لهم من قديم الزمان، وكذلك فعل فى الجوامك لما تولى الاستادارية وعظم أمر الأمير يشبك الدوادار فى دولة الملك الأشرف قايتباى إلى الغاية وهابته الناس. وهو الذى عمر القبة التى فى المطرية والقبة التى فى رأس دور الحسينية، و- له آبار كثيرة بالديار المصرية، وكان له محاسن ومساوئ. وفى أواخر شهر شعبان سنة ست وثمانين وثمانمائة: ختن المقر الزينى أبو بكر بن مزهر كاتب السر أولاده فحضر ذلك الجمجمة بن عثمان فى بركة الرطلى فأوقدوا له وقدة عظيمة وحرقوا خرافه نفط وكانت ثلاث ليال لم يسمع فى القاهرة بمثلها فيما تقدم.

[ثم دخلت سنة سبع وثمانون وثمانمائة]

فيها: فتح موت الأمير يشبك الدوادار وأحضروا جثته إلى القاهرة ودفن فى تربته التى أنشأها فى الصحراء، ثم إن السلطان أخلع على المقر السيفى تمراز واستقر به أمير سلاح وأخلع على المقر السيفى آقبردى من أزدمر قريب المقام الشريف واستقر به دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير يشبك من مهدى وأخلع على الأمير تغرى بردى القادرى واستقر به استادارا وأعيد الصاحب قاسم إلى الوزارة ثم بعد مدة استقر الأمير آقبردى الدوادار وزيرا واستادارا كما كان الأمير يشبك من مهدى.

ومن الحوادث أن الملك الأشرف قايتباى لعب بالأكرة فى الحوش السلطانى فكبا به الفرس ووقع فانكسرت رجله وأغمى عليه فحمله الأمير جانى بك حبيب أمير أخور ثانى ودخله إلى قاعة الدهيشة فأقام بها وهو منقطع نحو شهرين والمربين ماشين عليه وهو على سرير مفوز، وكان الأمراء والناس يدخلون إليه ويسلمون عليه إلى أن حصل له الشفاء ودخل إلى الحمام وركب وصلى الجمعة وكان له يوم مشهود بالقلعة، لما ركب وفى ذلك يقول الشيخ شهاب الدين المنصورى الهائم.

وقد زعموا أن الجواد كبا به … وحاشاه من عيب يضاف إليه

ولكن رأى سلطان عز وهيبة … فقبل وجه الأرض بين يديه

<<  <   >  >>