فيها: فى يوم الاثنين رابع عشرين شهر شعبان: ركب الأتابكى برقوق وليسير نحو قبة النصر وكان الأمير بركة الجوبانى مسافرا فى البحيرة فركب الأمير إينال اليوسفى أمير سلاح والأمير سودون جركس المنجكى والتفت عليهما جماعة من الأمراء والمماليك، فطلع إينال اليوسفى منها وأنزل مماليك برقوق الصغار من الأطباق وألبسهم آلة الحرب وأوقفهم على الأبراج. فلما بلغ الأتابكى برقوق هذا الخبر رجع إلى بيت الأمير أيتمش النجاشى ففتح أيتمش زردخانية وألبس منها مماليكه ومماليك الأتابكى برقوق وطلعوا إلى الرملة واتقعوا مع إينال اليوسفى وهو فى باب السلسلة فلما رأى مماليك برقوق أن أستاذهم قد حضر إلى باب السلسلة ارموا بالنشاب على إينال اليوسفى وسودون وهما فى الأسطبل السلطانى فجاءت إينال نشابة فى رقبته فخرج وهو هارب من باب الأسطبل الذى بالقرافة هو والأمير سودون فعند ذلك طلع الأتابكى برقوق إلى الأسطبل السلطانى وأرسل إلى بيت إينال كبسة فوجده فيه فمسكه ومسك سودون المنجكى من بيته أيضا وقيدهما وأرسلهما إلى السجن بثغر الإسكندرية ذلك يقول الأديب شهاب الدين بن العطار المصرى رحمه الله تعالى:
قد ألبس الله برقوق المهابة فى … نهار الاثنين من عز وتمكين
وراح إينال مع سودون وانكسرا … وكان يوما عسيرا يوم الاثنين
وقوله أيضا:
بغى إينال واعتقد الأمانى … تساعده فما نال المؤمل
ومد لأخذ برقوق يديه … ولم يعلم بأن الخوخ أسفل
[ثم دخلت سنة ثمانون وسبعمائة]
فيها: فى يوم الأربعاء سابع عشر صفر: أرسل الأمير بركة إلى عند الأتابكى برقوق يعلمه بأن الأمير أيتمش البجاسى لابس آله الحرب وهو فى بيته، فأرسل الأتابكى برقوق يكشف عن ذلك فلم يجد لما قاله صحة فطلع أيتمش إلى عند برقوق، فأرسل برقوق الشيخ أكمل الدين الحنفى والشيخ أمين الدين الخلوانى إلى عند الأمير بركة ومشيا بينه