للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دمشق وحمص وحلب وغالب البلاد الشامية حتى بلاد الحجاز، ومات من الناس نحو الثلث، ثم انحطت الأسعار من بعد ذلك وتراجع الأمر قليلا قليلا حتى انصلح الحال كما كان.

وفى هذه السنة: توفى السراج الوراق (١) الشاعر وكان مولده فى سنة خمسة عشرة وستمائة، ووفاته فى سنة خمس وتسعين وستمائة، فكانت مدة حياته نحو ثمانين سنة ومن شعره لنفسه وهو قوله:

واخجلتى وصحائفى سودا غدت … وصحائف الأبرار فى إشراق

وموبخ لى فى القيامة قائل … أكذا تكون صحائف الوراق

وأقامت هذه الغلوة على أهل مصر نحو سنتين وقاسوا شدائد عظيمة حتى بعث الله تعالى بالفرج، وتراجع الأمر كما كان فى الأول وقد قيل فى المعنى.

قل لمن يحمل هما … إن هذا لا يدوم

مثلما تنفى المسرا … ت هكذا تنفى الهموم

[ثم دخلت سنة ست وتسعون وستمائة]

فيها: سافر السلطان كتبغا إلى نحو دمشق بسبب تمهيد البلاد الشامية فدخل إلى الشام وصلى بها الجمعة ولعب بالاكرة فى الميدان الكبير، وأقام بها أياما. ثم قصد التوجه إلى الديار المصرية فلما وصل إلى وادى الفحمة قبض الأمير لاجين نائب السلطنة على الأمير بتخاص العادلى والأمير بكتوت الأزرقى وكانا جناحى الملك العادل كتبغا، فلما سمع كتبغا بذلك رجع إلى دمشق فى نفر قليل من العسكر فلما رجع كتبغا إلى دمشق احتوى الأمير لاجين على الخزائن والأموال وركب تخت العصائب السلطانية وقصد التوجه إلى نحو الديار المصرية، هذا ما كان من أمر الأمير لاجين.


(١) هو عمر بن محمد بن حسن أبو حفص سراج الدين الوراق، شاعر مصر فى عصره كان كاتبا لواليها الأمير يوسف بن سباسلار له "ديوان" كبير فى سبعة مجلدات، اختار منه الصفدى "لمع السراج" وله "نظم درة الغواص" توفى بالقاهرة.
انظر المزيد فى: فوات الوفيات ٢/ ١٠٧، النجوم الزاهرة ٨/ ٨٣، أداب اللغة ٣/ ١٢٠.

<<  <   >  >>