للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: وفى سبب شرف هؤلاء الفاطميين أقوال كثيرة. فمن الناس من رفع نسبهم إلى فاطمة بنت رسول الله ، ومن الناس من نسبهم إلى الحسين ابن محمد بن أحمد القداح، وكان أصل القداح رجلا من المجوس وهذا المشهور عند أكثر أرباب التواريخ. وقيل لما دخل المعز إلى الديار المصرية كان معه ألف وخمسمائة جمل موسوقة من الذهب العين، وكان قد أرسل قبل قدومه إلى الديار المصرية خادمه جوهر الصقلى القائد، وهو الذى بنى القاهرة فى سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وجوهر القائد هذا هو الذى بنى جامع الأزهر عند قدومه الديار المصرية، وكان جوهر القائد من كبار الرافضة. ولما فرغ من بناء القاهرة أرسل إلى المعز يعرفه بفراغ بناء القاهرة، فلما دخلها المعز فى شهر رمضان كما تقدم، فلما رأى المعز ما بناه جوهر، فأعاب ذلك على جوهر وقال بنيتها فى وطيه لا هى جبلية ولا بحرية، وكان قصد المعز لو بناها مكان الرصد فوق الجرف.

[ذكر طرف سيره فى سر بناء القاهرة]

قيل: لما بنى جوهر القاهرة جمع جماعة من المنجمين، وأمرهم أن يختاروا طالعا سعيدا لحفر الأساس ورمى الحجارة، فجعلوا قوائم من خشب، وبين القائمة والقائمة حبل فيه أجراس، وأعلموا من كان حاضرا من البنائين أنهم ساعة تحرك الأجراس، يلقون ما بأيديهم من الحجارة، ووقف المنجمون بتحريك الساعة وأخذ الطالع، فاتفق وقوع غراب على خشبة من تلك القوائم، فتحركت الأجراس، فظن البناءون أن المنجمين حركوا الأجراس فألقوا ما بأيديهم من الحجارة والطين، فصاح الذين يرصدون الساعة الجيدة لا لا القاهر فى الفلك الطالع يعنى عن المريخ وهو يسمونه القاهر، فمضى ذلك وخانهم ما قصدوه، وكان قصدهم أن يختاروا


= الخادم، فعاد القائم إلى المغرب وبويع بعد موت أبيه سنة ٣٢٢ هـ، وهو ثانى ملوك الدولة الفاطمية العبيدية، وأول من تلقب بأمير المؤمنين فيها، مات محصورا بالمهدية سنة ٣٣٤ هـ/ ٩٤٦ م. قال الذهبى: كان شجاعا مهيبا قليل الخير، فاسد العقيدة أصيب بوسواس وزال عقله، فأظهر سب الأنبياء وكان مناديه يصيح:" العنوا الغاز وما حوى "وأباد عدة من العلماء، وكان يراسل قرامطة البحرين ويأمرهم بإحراق المساجد والمصاحف.
انظر المزيد فى: وفيات الأعيان ٢/ ٢٧، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٨٧.

<<  <   >  >>